Friday, March 28, 2008

د . عايدة سيف الدولة تكتب


الإخوان يغازلون الحگومة علي حساب الأطباء
اتفاق غير مرئي بين «النقيب» والعريان رزق .. بركاته من لجنة السياسات وأمن الدولة والصفقات الخاسرة
هكذا بالضبط كان انطباعي وأنا أحضر فعاليات الجمعية العمومية غير العادية للأطباء في مقر النقابة الرئيسية بشارع قصر العيني يوم الجمعة الماضي الموافق 21 مارس.. فلو لم أكن أعلم أن عصام العريان ود. عبد الفتاح رزق من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، المطاردة، المحجوب عنها الشرعية، الموصوفة بالمحظورة، التي يحاكم قياداتها أمام المحاكم العسكرية في انتهاك صريح للدستور والقانون والمواثيق الدولية.. والتي رغم كل ذلك تسعي لإثبات وجودها السياسي في كل شأن عام.. لو لم أكن ذلك أعلم ذلك لتصورت أنهما ود. حمدي السيد في نفس الحزب الوطني الحاكم.. فقد تبادل الثلاثة الأدوار في محاولة لقيادة أوركسترا الجمعية العمومية أحدهم يلتقط الكلمة من الآخر ليستكملها زميله وكأنهم تدربوا ثلاثتهم علي يد شيخ واحد..
المشكلة أن إيقاع الأوركسترا لم يكن نابعا من القاعة.. ولا من الأطباء المجتمعين بها.. كان إيقاعهم يبدو وكأنه مضبوط خارج القاعة.. في لجنة السياسات؟ أم في اتفاقات مع أمن الدولة؟ أم في صفقة خاسرة مسبقا بإحباط إضراب الأطباء في مقابل.. ماذا...؟ أحكام مخففة في الجلسات العسكرية؟... شرعية مرهونة برضا أولي الأمر؟... ما هو الثمن الذي وعد به النظام كلا من الدكتور عصام العريان والدكتور عبد الفتاح رزق لكي يكون ذاك أداءهما يوم الجمعية العمومية.. الدكتور حمدي السيد يبدأ بالحديث عن طبيعة القضية التي نحن بصددها.. قضية كادر الأطباء.. قضية لقمة عيش الأطباء.. فيهمس د. عصام العريان في أذنه همسا تنقله الميكروفونات المفتوحة بالتأكيد علي أن ما نحن بصدده هو قضية مهنية وليست سياسية!!.. يا سلام.. أي وعي سياسي مغلوط يسعي الدكتور عصام العريان إلي بثه بين جمهور الأطباء.. وأي منطق مغلوط يستخدمه لتمييع قضية هي ذاتها قضية عمال وفلاحي وموظفي ومهنيي مصر عموما.. لقمة العيش.. لمصلحة من يسعي الدكتور عصام العريان إلي نفي صفة العمل السياسي عن نضال الأطباء من أجل زيادة أجورهم.. وهم الذين تمثلوا في مداخلاتهم إضراب عمال المحلة وموظفي الضرائب العقارية؟.. لمصلحة من يلوح الدكتور عصام العريان نزيل المعتقلات عشرات المرات بفزاعة العمل السياسي للأطباء.. فيأتي همسه صدي لأصوات الحزب الحاكم الذي يتمني لو احتكر السياسة مثلما يحتكر الأسمنت والحديد؟..
"قضيتنا مهنية وليست سياسية".. هكذا يقول عصام العريان ويردد وراءه جزلا الدكتور حمدي السيد.. لو كانت مهنية فلماذا كان أمن الدولة يحتل مداخل النقابة وقاعاتها علي عكس ما يدعيه الدكتور عبد الفتاح رزق في حديثه مع جريدة البديل بتاريخ 21 مارس؟.. لو لم تكن سياسية فلماذا كل هذا الرعب من إضراب ما كان ليستمر سوي ساعتين.. نعم ساعتين فقط هكذا كان قرار جمعية يوم 1 فبراير الذي تراجع عنها المجلس ونقيبه؟.. لو لم تكن سياسية فلماذا ترهيب الأطباء من شبح الاعتقال والمساءلة الأمنية؟..
في الحديث نفسه مع جريدة «البديل» ينفي الدكتور عبد الفتاح رزق أي تواجد أمني داخل النقابة فيقول بالنص: "هذا الكلام غير صحيح تماما وإنما تم ترويجه لأننا تدخلنا لمنع بعض الجهات من التدخل في القضية وتحويلها إلي قضية سياسية".. أي جهات يا دكتور عبد الفتاح؟.. ألم يكن هؤلاء هم المدونون الذين لم يتركوا «بلوج» إلا ودافعوا فيه عن معتقليكم وطالبوا بالإفراج عنهم؟.. ألم يكن هؤلاء هم النشطاء الذين جاءوا ليتضامنوا مع اعتصام الأطباء؟.. أم أن التضامن لا يجوز سوي أمام أبواب المحكمة العسكرية؟ وكيف تدخلتم يا دكتور عبد الفتاح؟ أليس بأن قمت أنت شخصيا بتهديد إحدي هؤلاء المتضامنين بالضرب.. وتهكمت علي واحدة من مؤسسات أطباء بلا حقوق بأنك أنت من سوف تعلمها السياسية؟ أي سياسة؟ سياسة التفاوض مع أمن الدولة؟ أم سياسة الصفقات الخاسرة؟ ألم تستحوا حين سألكم أحد المتحدثين كيف تتحدثون عن شرعية الإضراب وأنتم جزء من جماعة يقال عنها محظورة ورغم ذلك تعملون وتحملون الاسم وتناضلون به؟.. ألم يخرج عليكم أكثر من طبيب رغم انتقائية الكلمات واختصار عدد المتحدثين ليطالبكم الالتزام بقرار جمعية 1 فبراير.. ألم يقف الأطباء يعلنون استعدادهم للإضراب وانتهاج جميع سبل الضغط من اجل "الكادر" مؤكدين وحدة الصف وأن وحدة الصف هي الضامن لأي تحرك جماعي.. وأن الإجماع علي الموقف هو الضمانة الوحيدة لنجاح أي قرار تتخذه الجمعية العمومية.. ألف باء العمل النقابي.. حيث إنكم لا تريدونها سياسية.. جاءت علي لسان الأطباء المهنيين ولم ينطقها أي منكم رغم جلوسكم في المواقع النقابية لسنوات آن لها أن تنتهي..
لكن كل ذلك يهون.. كله يهون مقارنة بما انتهت إليه الجلسة.. ففي أداء لا يضاهيه سوي أداء الدكتور فتحي سرور في مجلس الشعب انتهت الجمعية العمومية بقراءة الدكتور عصام العريان لمقرراتها.. مقررات لم ترد علي لسان أحد ممن تحدثوا.. يقرأ القرار الذي لم يتخذه أحد، ثم يحسم الأمر: أغلبية! انعقدت الجمعية العمومية وقرر المجلس.. فماذا كان القرار: تفويض المجلس! هكذا في أقل من خمس دقائق وببراعة تؤهله لموقع قيادي في الحزب الوطني اختصر الدكتور عصام العريان مداخلات ومعاناة وصراخ الأطباء من أجل حياة كريمة في "تفويض المجلس". ليس تفويضه في الإضراب نيابة عن الأطباء ولا في الاعتصام ولا في الاحتجاج نيابة عنهم.. وإنما في التفاوض.. بماذا تضغطون في التفاوض إن لم يكن بحركة منظمة للأطباء المنتظمين وراء المطلب؟..
ألم يستحوا وهم يضللون الأطباء بفزاعة قرار وزاري صدر من رئيس الوزراء السابق عاطف عبيد ويتجاهلون أحكام القضاء المصري وما وقعته الحكومة المصرية من اتفاقيات تقر الإضراب وسيلة سلمية شرعية للضغط في محاولة لإقناع جمهور الأطباء بأنهم تراجعوا عن قرار الجمعية العمومية بالإضراب من باب الحرص عليهم؟ ألم يترددوا لحظة وهم يحاولون عبثا بث الخوف في نفوس الأطباء مما قد يتعرضون له لو أنهم نظموا هذا الإضراب الرمزي بدلا من أن يكونوا هم، مجلس النقابة الموقر، ضمن أوائل المضربين.. هل كان ثلاثي الجمعية العمومية، الدكتور حمدي السيد والدكتور عصام العريان والدكتور عبد الفتاح رزق مهنيين في إدارتهم لجمعية يوم 21 مارس؟، هل كانوا نقابيين وهم يتجاهلون أصوات الأطباء الحاضرين ويقرأون علينا قرارات سابقة التجهيز؟ لم يكونوا لا هذا ولا ذاك.. بل كانوا سياسيين من الدرجة الأولي.. لكنها سياسة الحزب الحاكم.. سياسة التسويف والترهيب والتجاهل.. وعلي رأي المثل.. إن لم تستح فافعل ما شئت!

http://www.elbadeel.net/index.php?option=com_content&task=view&id=15336&Itemid=93

1 comment:

Anonymous said...

من المؤكد ان الاخوان بيغازلوا الحكومة وعاوزين ياخدوا مكاسب ليهم وهما فين بعد ماخربوا النقابة وضيعوا فلوس النقابة على البوسنة والشيشان والحج ةالعمرة ..