مستشفى بلا مرضى ومرضى بلا مستشفى
مستشفي الزقازيق العام القديم والجديد
هل لدي وزارة الصحة ترف إهدار ما يقرب من المليار جنيه؟ ، هل مكتوب علينا أن نعاني من قلة الموارد و أيضاً من سوء استخدامها؟ وما هذا التعنت الغريب في الاصرار علي القرارت الخاطئة؟، وهنا في محافظة الشرقية نموذج واحد اجتمعت فيه كل خطايا البيروقراطية المصرية ، فحتي حقبة رجال الأعمال لم تستطع أن تنتشلنا وترحمنا من أخطاء الماضي، والغريب أن الكل يري ولا أحد يرفع صوته ،صمت غريب يخيم علي الكارثة التي تسمى مستشفي الأحرار بالزقازيق ، صمت يحدثنا أنه لم يعد بمصر من يهتم بالمال العام ولا القضايا العامة فالكل مهتم وفقط بما تحت الأقدام . ولنحكي الحكاية لأنها مهمة فمنذ أكثر من ثلاثين سنة! تبني وزارة الصحة المستشفي العام بمدينة الزقازيق وكان السبب بسيطاً جداً وهو أن مستشفي الزقازيق العام مهدمة وقديمة وحالة المبني غير جيدة "المستشفي اسمها بين الناس في الشرقية المستشفي القديمة". تأمل منذ 30سنة كانت حالة المبني قديمة ومتهالكة مما جعل قيادات الصحة في سبعينات القرن العشرين تقرر بناء مبني جديد، تأخر البناء لمدة ثلاثين سنة بسبب الاعتمادات والبيروقراطية, وٍلما انتهي البناء والمناقصات والترسيات واكتملت مستشفي الزقازيق العام بحي الأحرار و كانت جميلة تستحق الفخر لدرجة أن محافظ الشرقية ووزير الصحة رأيا أن يفتتحها الرئيس حسني مبارك وكان ذلك في فبراير 2006 بعد انتخابات الرئاسة مباشرة وكانت باكورة الهدايا الرئاسية لتفعيل برنامج الرئيس الذي افتتح المستشفي بنفسه تحت اسم مستشفي "الزقازيق العام".
وفي سبتمبر من نفس العام ضاع المستشفي, أصدر مسئول ما قراراً بتحويلها لمسخ يتبع المراكز الطبية المتخصصة. مبني جميل مصمم بشكل متقن و مجهز بأجهزة عصرية، مستشفي تتسع لأكثر من ستمائة سرير، أكثر من 60 سرير عناية مركزة ولكنها خالية من المرضي والأطباء . لم يعتمد صاحب القرار بالمستشفي علي أطباء الزقازيق العام واعتمدوا علي دفعة من أطباء التكليف قليلي الخبرة وتعاقدات أقل وصف لها أنها اهدار، فقد تعاقدت مع مدرسين مساعدين ونواب بالجامعة غير مسموح لهم قانوناً بالعمل الحر وهناك بالمستشفي "القديم" من يقوم بنفس العمل إن لم يكن أفضل، وتعاقدوا مع بعض الأطباء الذين تعدوا سن المعاش وحاصلين علي الدبلوم القديمة مع أن هناك بالمستشفي القديم نظرائهم الحاصلين علي الدكتوراة، وبالرغم من كل هذا الهدر واعتقد بسبب تلك الصفقات المتتالية والمريبة وبعد مرور عامين من بدء التشغيل لم يشهد المستشفي نسبة إشغال لأكثر من 3%، بعد مواعيد العمل الرسمية يتبقي بضعة أطباء تكليف وحفنة من المرضي، وعلي سبيل المثال ففي يوم 20ديسمبر2007 كان هناك مريض وحيد وطبيب واحد، وفي يوم 28 مارس2008 هناك12 إثنا عشر مريضاً في محافظة تعدادها 8مليون نسمة في مستشفي صرفت العامين الماضيين ما يزيد علي 30 مليون من جنيهات الشعب المصري، وهذا العدم يرجع لتعنت إداري هدفه عدم الاستعانة بكوادر مستشفي الزقازيق العام.
كل هذا السفه والاهدار يحدث بينما أصحاب المستشفي الحقيقيين مرضي مستشفي الزقازيق العام القديم وأطبائها الذين يمارسون مهنة الطب في ظروف لا يمكن مهما أوتيت من قدرة المبالغة أن أصفها ، أحوال لخصها مسؤل في وزارة الصحة ووصف حالة المستشفي القديمة بأنها لا تنفع لعلاج الحيوانات، بنية تحتية في غاية السوء وبناء لا ينفع معه أي تجديد فقد سقط منذ سنوات مبني يمثل ثلث المستشفي وهناك ثلث اّيل للسقوط منذ عشر سنوات والثلث الأخير يعاني من مشكلة هندسية مزمنة . وبالرغم من هذا فإن أطباء المستشفي ومرضاها يصنعون معجزة تتمثل في حجم العمل المنجز والذي يلخصه أعداد المرضي المنتفعين فاستقبال الطوارئ وحده تعامل مع أكثر من 27 ألف حالة عام 2007 وبالعيادة الخارجية عالجوا ما يزيد علي 28 ألف وسجل دخول المستشفي 38ألف، وأجري 10500 عملية جراحية في عام 2007 وحده، والأغرب من كل نلك الأرقام هو زيادة الأرقام بين عامي 2006 و2007 فقد زادت بنسب تتراوح بين 10و25%، والمستشفي تستقبل كل حوادث محافظة الشرقية مناصفة مع المستشفي الجامعي صاحب الإمكانيات الضخمة. كل هذا العمل صنعه أطباء تكونوا عبر أجيال متعاقبة وسنوات طويلة من التعليم والتدريب ولا يستطيعون تغيير القرار الإداري المتعنت الذي يحرمهم من المستشفي الجديد ويصر علي بقائهم في مبني يعود لما قبل 1932 ،والغريب أن وزارة الصحة تبذل جهداً محموداً ومحموماً في تطبيق معايير الجودة، ولم تسأل الوزارة أن هل من معايير الجودة الإبقاء علي مبني المستشفي العام القديم المهدم ، هل هكذا تكون معايير الجودة؟.
ماذا لو سقط الثلث الباقي من المستشفي القديم؟ هل ستبقي مدينة الزقازيق بلا مستشفي عام؟ هل تتحمل وزارة الصحة المسؤلية الأدبية والمادية ؟ هل ستبني الوزارة مستشفي جديد؟ هل سينتظر الأطباء والعاملين فترات المناقصات والترسيات والتجهيزات في بيوتهم؟هل سينتظر عشرات الاّلاف من المرضي ؟ صحيح أننا نستطيع أن نتعايش مع مثل هذه المواقف وأكثر! لكن من يضمن حينما يسقط هذا المبني من سيكون الضحية؟ خصوصاً أن هناك من سيقول لقد حذرنا وقلنا واقترحنا، أما أنا فسأقول لكم أن الضحية الحقيقية هم مئات من الأطباء ومئات الاّلاف من المرضي.
وعلي النقيض من تلك الصورة المحبطة فلو انتشلنا أطباء ومرضي الزقازيق العام ورجعنا عن قرار ثبت فشله، وأصبح بالمحافظة مستشفي عام يليق بها ، وبذلك يستطيع الدكتور حاتم الجبلي أن يعتمد علي المستشفي وقت اقرار مشروع تعميم التأمين الصحي الطموح والمطروح علي الدورة البرلمانية القادمة، لأن المستشفي العام وقتها ستكون ورقة قوية في علاج سكان محافظة الشرقية الذين يبلغون حوالي 8 مليون نسمة أي 10% من سكان مصر . وأخيراً فلأطباء ومرضي الزقازيق مطلب واضح وعادل أعيدوا المستشفي لأصحابها، ولا عيب ففي الحقيقة فان الإدارة الناجحة هي التي ترجع للصواب، فاسطورة الزعيم الملهم والوزير الملهم مجرد أكاذيب، أماالمسئول الناجح فهو الذي يمتلك اّليات المراجعة والتصحيح .
اطباء مستشفى الزقازيق العام
عنهم
2 comments:
اطباء بلا حقوق+مرضى بلا حقوق
كارثة
كارثة
كارثة
السلام عليكم
بعمل تحقيق صحفى عن مستشفى الزقازيق العام خاصة بعد قرار وزير الصحة بنقل اجهزة مستشفى القديمة الى مستشفى الأحرار
وهدم المبنى
"أرجو الأهتمام والاتصال فى اقرب وقت ممكن"
معتز صبرى
0118409973
جريدة الأهالى
http://www.al-ahaly.com/
Post a Comment