غضب اطباء الساحل التعليمي ضد تعذيب المرضى : شكوى 150 طبيبا لوزير الصحه تتهم اداره المستشفى بطرد المرضى

http://www.dostor.org/?q=node/4905

• قارير وأخبار

كتب - طارق عبدالعزيز:

في سابقة لم تشهدها المستشفيات الحكومية من قبل أعلن أكثر من 150 طبيباً بمستشفي الساحل التعليمي عن غضبهم وثورتهم إزاء الممارسات التي تنتهجها إدارة المستشفي في التعامل مع المرضي واصفين إياها بغير الإنسانية وغير القانونية، وقد أرسل الأطباء توقيعاتهم الجماعية علي الشكاوي التي أرسلوها لكل من وزير الصحة ونقيب الأطباء وهيئة الرقابة الإدارية، وقد تضمنت تلك الشكاوي عدداً من الوقائع بالغة الخطورة موثقة بعدد من الصور والمستندات.

وتكشف تلك الوقائع عن مناخ عام من الاستهتار بأرواح المرضي وفقدان الإنسانية أصبح هو السمة الأساسية للمستشفيات الحكومية في مصر.

ففي لقائهم مع «الدستور» كشف الأطباء عن عدم استفادتهم من الناحية التعليمية بعمليات زراعة الكبد التي تجري بالمستشفي والتي بلغت 17 عملية منها 4 حالات وفاة.

لافتين إلي أن عمليات زراعة الكبد يقوم به فريق من مستشفي دار الفؤاد المملوك لوزير الصحة وغير مسموح لأي طبيب باستثناء مدير المستشفي دخول العمليات!.

وأشار الأطباء إلي أن جراحات الكبد بالمستشفي - أثرت علي إجراء العمليات الأخري، وأدت إلي تقليص غرف العمليات بالأقسام الجراحية المختلفة فضلاً عن تأجيل الكثير من العمليات الجراحية لعدم توافر أكياس الدم.

بينما يشير الأطباء إلي مخالفة المستشفي القرار الوزاري رقم 186 لسنة 2001 بشأن التعامل مع حالات الطوارئ وإجبار المصابين بالحوادث والحالات الطارئة علي دفع رسوم دخول المستشفي ودفع مقابل الفحوصات والأشعات مع تحويل جميع الحالات التي لا تستطيع دفع مقابل دخول المستشفي إلي مستشفيات أخري.

ويستعرض الأطباء عدداً من الوقائع تشير إلي إخراج الحالات الحرجة من العناية المجانية بالمستشفي بأمر مباشر من إدارة المستشفي، بدون صدور أمر كتابي بذلك ويشير الأطباء إلي واقعة موثقة بالمستندات حول إحدي المريضات واسمها نيفين متولي إبراهيم 35 عاماً والتي دخلت المستشفي وهي تعاني من فشل كلوي حاد بتاريخ 23 فبراير الماضي، وأثناء مرور مدير المستشفي علي قسم الكلي في اليوم التالي أمر بخروج المريضة من المستشفي وألا يتم عمل غسيل كلوي لأي مريض مجاناً، وعندما رفض الطبيب المعالج قام بالتوقيع علي خروج المريضة بنفسه علي ظهر التذكرة، رغم إن المريضة كانت حالتها خطيرة للغاية وتستدعي البقاء بالمستشفي.

ويشير الأطباء إلي عدم وجود سوي ثلاثة أسرة بقسم العناية المركزة المجاني وسرير واحد منهم متصل بالأجهزة المخصصة لذلك، فيما يتواجد بالمستشفي بالقسم الاقتصادي 14 سريراً تهتم بهم إدارة المستشفي، خاصة أن المريض يدفع ألفي جنيه كتأمين نظير دخول ذلك القسم.

ويشير الأطباء إلي واقعة مشابهة لحالة المريضة نيفين وهو المريض هاني شفيق والذي أدخل المستشفي في 29 مارس الماضي، وكان يعاني من قصور حاد بالدورة الدموية بالساق وتسمم بالدم فتم عمل بتر للساق مما استلزم نقله للعناية المجانية ولكنه لم يستقر فيها حيث تم نقله إلي قسم جراحة الأوعية الدموية مرة أخري لعدم وجود أسرة مجانية، مما أدي إلي وفاة المريض بعد يومين فقط - علي حد قول الأطباء - الذين أكدوا أن إنزال المريض للقسم دون رعاية كان حسب أوامر مدير المستشفي كما يشير الأطباء إلي حالة المريض جمال علي عبدالمجيد 52 عاماً والذي أدخل للمستشفي وهو يعاني من قئ دموي مستمر لإصابته بسرطان بالمعدة، وتم تجهيز المريض لعمل استئصال للورم يوم 9 فبراير الماضي، ولكن تم إلغاء إجراء العملية بحجة أن مبلغ قرار العملية علي نفقة الدولة لا يكفي رغم أن حالة المريض الصحية لا تسمح بتأجيل العملية، ولم يدخل المريض للعمليات ثانية إلا في يوم 27 من شهر فبراير الماضي، ويشير الأطباء إلي وجود تضارب غير مبرر في أسعار الكشف بالعيادات الخارجية، فضلاً عن إجبار المرضي علي دفع رسوم جميع الفحوصات والأشعات علي الرغم من حصولهم علي قرارات علاج علي نفقة الدولة، ويشير الأطباء إلي عدم حصولهم علي حقوقهم المادية في الحوافز وبدلات نوبات العمل اليوم الكامل وكذلك عدم حصولهم علي مسكن لائق.

فيما نفي د. محمد هلال مدير مستشفي الساحل التعليمي جميع الاتهامات التي وردت بشكوي الأطباء، مشيراً إلي توفير الخدمة الصحية اللائقة لجميع المرضي بالمستشفي سواء بالأقسام المجانية أو الاقتصادية دون «فارق يذكر بينهم» وأشار هلال التزامه بعمل الاجتماع اليومي لأطباء المستشفي من النواب للاستماع لشكواهم وحلها مع توثيق التعاون بين الإدارة والأطباء.

وأوضح هلال أن المستشفي حاصل علي المركز الأول علي مستوي المستشفيات الحكومية في مصر عام 2007، نظراً للإمكانات والخبرات التي يتمتع به فضلاً عن إجرائها لآلاف الجراحات سنوياً بما فيها الجراحات ذات ال