Monday, June 16, 2008

تحقيق من اليوم السابع عن مستشفى المطرية

انفردنا برد مدير مستشفى المطرية التعليمى على الاتهامات

"اليوم السابع" تكشف لغز مقتل أطفال الحضانات

http://www.youm7.com/News.asp?NewsID=25745

الأربعاء، 4 يونيو 2008 - 01:37

د.أسامة جميل  مدير مستشفى المطرية التعليمى
د.أسامة جميل مدير مستشفى المطرية التعليمى

تحقيق رشا ربيع ووائل ممدوح

انقطاع الكهرباء عن مستشفى المطرية التعليمى الذى تسبب فى وفاة أطفال رضع بحضانة المستشفى أصاب الشارع المصرى بصدمه عنيفة، رغم تأكيدات مدير المستشفى ووزارة الصحة بأن وفاة الأطفال جاءت طبيعية، واقتصرت على حالتين فقط، وليست أربع حالات كما أكد الخبر الأول الذى نشرته بعض الصحف. وبعيدا عن تأكيدات وزارة الصحة ومدير المستشفى التى ستنفى بالتأكيد الخبر جملة وتفصيلا، زارت اليوم السابع مستشفى المطرية التعليمى، لتنقل لكم صورة حية من المستشفى.

المستشفى يصدمك من البداية، مدخل متسخ ورجال أمن متشككين دون داع، ومتحفزين للشجار فى أقرب فرصه، أو عند أول استفزاز، وخلف البوابة الحديدية يتزايد الزحام، ويتلاحم فيه المرضى بذويهم بزوارهم.. فى الناصية المقابلة مدخلان أولهما خاص باستقبال الحالات الحرجة، عرفنا فيما بعد أنه يحصل قيمة التحاليل والإشاعات، رغم أن المستشفى تعليمى، أى أن الخدمات تقدم فيه بالمجان، فى مقابل قيام أطباء الامتياز بإجراء الكشف على المرضى الذين ينتمون إلى طبقات مطحونة من المجتمع تظهر آثارها على ملابسهم الرثة، وهيأتهم الغير مهندمة.

شجار عنيف عند البوابة الرئيسية ينشب فجأة، يهرول الجميع تجاهه، ويزعجنا تعامل رجال الأمن مع المتجمهرين بشدة وغلظة، فى الوقت الذى يغيب فيه حرس نقطة الحراسة المتواجدة داخل سور المستشفى، والتى عرفنا فيما بعد أن أمين شرطة وحيد هو قوامها.

30 طبيب امتياز يطلبون ترك المستشفى ويخلون طرفهم منها اعتراضا على ما وصفوه بـ "التعنت الإدارى غير المبرر من مدير المستشفى"، بعد إصداره قرارا بإلغاء بدل الراحات التى كان يحصل عليها أطباء الامتياز والنواب وأطباء التكليف، بعد أن قابل مدير المستشفى شكواهم من هذا القرار بقوله "المستشفى ليها 6 أبواب.. واللى مش عاجبه القرار يخرج من أى باب فيها".
أحد هؤلاء الأطباء أكد لـ اليوم السابع أن القرار الذى أصدره المدير فى 21 يونيو الماضى طبق عليه رغم أنه كان فى إجازة رسمية تنتهى فى 22 من نفس الشهر، لينتهى الأمر بخصم يوم من راتبه لمخالفته أوامر مدير المستشفى رغم عدم علمه بها، وعدم تواجده وقتها بالمستشفى من الأساس!

زميل آخر له من الذين تركوا المستشفى منذ يومين حكى ما حدث يوم وفاة الأطفال الرضع فى حضانة المستشفى، وقال أن التيار الكهربائى انقطع يومها لأكثر من ساعة ونصف بشكل مستمر، قبل أن يعمل بعدها ويتقطع لساعة ونصف أخرى، مما تسبب فى وفاة الأطفال الذى اختلفوا حول عددهم، وإن انحصر الرقم بين طفلين وثلاثة أطفال، فى الوقت الذى أشارت فيه الأخبار الأولية للحادث إلى وفاة أربعة أطفال على إثره. وأشار أحدهم إلى وجود عطل سابق فى المولد الرئيسى، أدى إلى إصدار المدير قرارا بمنع إجراء العلميات بعد الساعة الثانية عشر مساء.

أطباء الامتياز الذين تركوا المستشفى اعتراضا على قرارات المدير التعسفية، أكدوا أن المستشفى التعليمى الحكومي تحول إلى استثمارى على يد مديره، الذى أصبح يديره بمنطق المكسب والخسارة، رغم أنها خدمة تقدمها الدولة فى مقابل إتاحة الفرص لهم (أطباء الامتياز) بالتعامل عمليا مع المرضى، مما أدى إلى هروب المرضى من المستشفى بعد أن أصبحت أسعار العلاج أعلى من طاقاتهم المحدودة بطبيعة الحال. وأخبرنا الأطباء بالاسم المتداول للمستشفى بشكل سرى بينهم وهو "مستشفى المطرية الاستثمارى"، قبل أن يؤكد لنا أحد المرضى أن الوضع فى المستشفى كان أفضل حتى تم بيعها إلى الدكتور أسامة جميل – المدير الحالى لها!

فى استقبال الطوارئ نفاجئ بضرورة وجود إيصال تسديد نقدية للحصول على خدمات عديدة مفترض أنها بالمجان، مثل رسم القلب الذى يتكلف عشرة جنيهات ونصف، والأشعة التلفزيونية التى تتكلف 45 جنيها، بالإضافة إلى عشرين جنيها هى قيمة الخيط الطبى المستخدم فى خياطة الجروح، فى الوقت الذى يباع فيه فى الصيدلية المقابلة بمبلغ 12 جنيها فقط، وكان حصول مستشفى المطرية التعليمى على لقب أفضل مستشفى على مستوى هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية للعام 2007 أكثر ما أثار دهشتنا خلال جولتنا، رغم المآسى العديدة التى قابليتنا فيما بعد.

"وحدة الرعاية المركزة للأطفال المبتسرين وحديثى الولادة"، كانت العبارة التى قابلتنا على بوابة حضانة الأطفال بمستشفى المطرية فى الدور الثالث، حيث توفى الأطفال بعد انقطاع الكهرباء، ويثير تعجبنا التشدد غير الطبيعى حيالها، والذى بدأ بالمدخل الضيق المؤدى إليها، وحتى بوابتها المغلقة دائما، والتى لا تفتح إلا لعبور طبيبة أو ممرضة، وتغلق خلفها مباشرة، ليبقى سر وفاة الأطفال حبيسا خلف البوابة نصف الزجاجية.

السؤال الذى يتبادر إلى ذهن أى متابع هو مصدر الكهرباء المغذى للمستشفى، ما هو وما المتبع فى حالة تعطله؟ المهندس محمد عاشور، رئيس شركة شمال القاهرة لتوزيع الكهرباء، أكد أن الكهرباء لم تنقطع عن المستشفى يوم الحاث، ولم ترد إلى الشركة أى بلاغات تفيد وجود أى عطل بالتيار الكهربائى فى المنطقة، مضيفا أن دور الشركة يقتصر على مجرد تقديم الخدمة فقط للمستشفى دون التدخل فى الصورة التى يتم توزيع الكهرباء بها داخلها، وأكد عاشور أن المتبع مع المستشفيات عموما إمدادها بمصدرين مختلفين للتيار الكهربائى، إضافة إلى المولد الإحتياطى المتواجد فى المستشفى ليعمل فى حالة تعطل مصدرى الكهرباء، وهو أمر نادر الحدوث – إن لم يكن مستحيلا – بحسب تأكيدات رئيس شركة كهرباء شمال القاهرة.

فى مكتب مدير المستشفى، يمنعنا الحرس من مقابلته لعدم وجود موعد مسبق، فنؤكد له أننا بصدد سؤاله عن حادث مهم، يثير الرأى العام، ليرفض من جديد طالبا منا إبراز تحقيق شخصياتنا، لنخبره بأننا قمنا بتصوير مخالفات بالمستشفى، فيسرع إلى مكتب المدير ويعود بعد لحظات مؤكدا لنا أنه انتظارنا، وفى مكتب المدير تقابلنا عاصفة من الانفعال، بعد أن وصف مدير المستشفى الصحفيين الذين تناولوا موضوع وفاة الأطفال فى الحضانات بأنهم مضللين ومبتزين، نافيا أن يمت ما ورد فى الصحف حول الحادث الحقيقة بأى صلة.

الدكتور أسامة جميل – مدير المستشفى – هدأ قليلا بعد أن أكدنا له أننا لا نكيل له اتهمات، ولا يهمنا إلا حقيقة ما حدث، ليبدأ فى الكلام مؤكدا أن تضخيم حادث بسيط مثل وفاة طفلين فى حضانة مبتسرين أمرا غير مقبول، وفى غير الصالح العام، لأنه أمر وارد الحدوث، ولا علاقة له بما أشيع من إهمال إدارة المستشفى وتقصيرها فى إجراء الصيانة الدورية لمولدات الكهرباء الاحتياطية التى تعمل فى حال انقطاع التيار الرئيسى.

سألنا الدكتور أسامة عما سمعنا عن تقدم نائب مدير المستشفى بلاغا لقسم المطرية يتهم فيه شركة المقاولين العرب بالإهمال فى صيانة المولدات الكهربائية، مما تسبب فى انقطاع التيار الكهربى، ليرد باسما "لأ أبدا محصلش"، ويضيف أن النظام المتبع فى حالة الطوارئ لم يتعطل، وأن الحضانات تحمل بطاريات إضافية تمكنها من العمل لمدة ساعتين متواصلتين دون الاعتماد على المولد الرئيسي، وبالتالى فكل الكلام الذى يشاع عن تسبب التيار انقطاع التيار الكهربى فى قتل الأطفال كما تردد.

مدير المستشفى أكد لنا بثقة أنه سيسجن الصحفية التي نشرت الخبر لأنه غير صحيح، بعد أن تقدم ضدها ببلاغ للنائب العام يتهمها فيه بالكذب والتشهير، وأكد أنه أرسل فاكسا إلى المستشار الإعلامى لوزير الصحة أوضح فيه حقيقة الموقف، وكذب إدعاء الصحيفة، فنسأله عن الحقيقة.. كم عدد الأطفال المتوفين، ومتى توفوا ؟ فيجيبنا بثقة، وهو يعرض علينا صورة لتقارير الأطباء عن وفاة الأطفال، وهم حالتين، ابن سحر حمادة الذى توفى يوم 2 يونيو الساعة الثانية والنصف صباحا، وابن صباح سلام الذى توفى الساعة الثانية صباحا من اليوم نفسه، بسبب تشوهات وعيوب خلقيه بالقلب كما أكد التقرير.

اليوم السابع تنشر تفريغ فيديو يثبت كذب مدير المستشفى
اليوم السابع تنفرد بتفريغ مقطع فيديو صوره أحد أطباء المستشفى لمحاولة إنقاذ أطفال الحضانة أثناء انقطاع التيار الكهربى، على عكس كلام مدير المستشفى الذى أكد أن وفاة الأطفال كانت طبيعية لأسباب تتعلق بحالتهم المرضية المتأخرة، فإلى نص التفريغ:

فى البداية يسمع صوت صفير متقطع صادر عن أحد الأجهزة الطبية بينما يغلف الغرفة الظلام..

ويسمع صوت أحد الأطباء يقول: "هما ما جابوش النور ليه؟ هو فاصل فى الدور كله؟ ".. فترد عليه ممرضة: "النور فاصل فى الدور كله.. بييجى فى حتت، ويفصل فى حتت"..

صوت: "فى الرعاية.. الرعاية مطفية مفيهاش نور".. ينادى الطبيب: "طيب إتأكدى كده يا أسماء"..

الطبيب من جديد: "دول كده الاتنين دول خلاص باى باى.. دا والتانى ابن سحر".. يعود صوت صفير الجهاز المتقطع للظهور، يصاحبه بكاء طفل، وصوت الطبيب يقول: " دا مات بقاله فترة، خلاص خلاص إحنا فى أيه.. دا فى الماضى دلوقتى"..
يستمر بكاء الأطفال.. مع حديث متقطع غير واضح..

"لأ الحالتين اللى فى تالت أوضه رجعوا يا فاطمة ".. الطبيب يرد: "آه.. طب كويس".

"الحالة اللى عندك يا أسماء رجعت مش كده؟"، الممرضه ترد: "سحر مرجعتش "، فيرد الطبيب: "ما أنا عارف سحر مارجعتش".

اتصال هاتفى.. الممرضة تقول: "مين معايا؟.. هو يا سيد النور ماجاش ليه؟ النور ما جاش لحد دلوقتى فى الحضانة".

صوت الممرضة: "والمصحف حرام ذنب العيال دول بقى فى رقبة اللى ماسك الكهربا"

صوت طبيبة: "هات السماعة دى كده يا دكتور محمد"، الطبيب يقول: "الهارت عندك هنا يا دكتور أخباره أيه ؟ "

الآخر يرد: "النبض.. آه ".. الأصوات تتداخل..

صوت طبيب: "طيب كويس.. أيه دى يا اسماء.. بيقرا ولا مبيقراش –يقصد أحد الاجهزة الطبية- هاتى السماعة يا أسماء، عندك سماعه؟ "

ترد الممرضة: "مش عارفة.. لأ اللاب فاصل كهربا".. صفير متقطع يتكرر.

الطبيب "دا أول واحد فيهم من بدرى.. دا أول واحد قابلته "، الطبيب الآخر "حد تانى يعمل يا جماعة زى ما أنا بعمل كده.. تلاته لوحد"

صوت آخر "هات السماعة"..

الممرضه "هو بييجى ف حتت وحتت تانى لأ ؟.. والحتت المهمه مش موجود فيها نور"..

صوت طبيب "معاكى إدرينالين يا فاطمة؟ ".. ترد: "طيب أحلل يعنى ولا أعمل أيه؟"..

الطبيب: "حللى.. هو خد كتير إدرينالين.. فى إدرينالين هنا أهو".

صوت ممرضة: "هى الكهربا رجعت للمستشفى كلها ما عدا الدور التالت -الذى يحوى الحضانات وقسم الولادة"..

صوت طبيب: " حد يشوف الرعاية فى كهربا ولا لأ ".. ترد الممرضة: "الرعاية الوحيدة اللى فيها كهربا".
وتقول أخرى: "مفيش فيها يا استاذ.. أنا كنت هناك دلوقتى"

الطبيب يقول "طب ممكن تتصلى بيهم؟ "

الممرضة: " دا إحنا اللى شغالين على الطوارئ مفيش وهما برضه اللى شغالين على الطوارئ مفيش، والمدير المناوب تحت"
أحد الأطباء ساخرا: "الدكتور أسامة الصبح يعدى على الرعاية والإستقبال ميلاقيش فيها ملايات يثور ويعمل فرح.. ييجى يتبسط بقى ويقعد جنب الحضانات".

الممرضة تقول: "لأ محدش بيوصله إن النور بيتقطع خالص".. يقاطعها الطبيب "لأ لأ قلناله.. المرة اللى فاتت، قلناله أول ما جه على الكهربا.

الممرضة تصرخ: "والله لأروح أتصل بيهم.. مش هينفع كده الخسمه ف وقت واحد.. إحنا كبيرنا واحد اتنين ف وقت واحد، الخمسه كتير.. إحنا بقالنا ساعه ونص "

يعود التيار الكهربى وتضى الغرفه..

الطبيب يقول بيأس "بعد أيه".. ثم يضيف "الهارت رجع.. مفيش شاش وقطن"

شاهد فيديوهات المأساة على روابط يوتيوب التالية:

http://www.youtube.com/watch?v=8lC_-2Cq3OI

http://www.youtube.com/watch?v=QeDcPV2y6LM&feature=related

http://www.youtube.com/watch?v=NfwSjPUyS34&feature=related
>