http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=107904
كتب طارق أمين ٤/٦/٢٠٠٨
تكشف «المصري اليوم» وقائع وتفاصيل وفاة ٤ أطفال حديثي الولادة، وتعرض أطفال آخرين للخطر في مستشفي المطرية التعليمي فجر يوم الخميس الماضي،
إثر تعرض المستشفي وأقسام العناية المركزة والحضانات لانقطاع التيار الكهربائي، وهي الواقعة التي نفتها هيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية في بيان صحفي صدر يوم الأحد الماضي.
حصلت «المصري اليوم» علي مشاهد مصورة بكاميرا محمول، تؤكد وفاة الأطفال أثناء انقطاع التيار الكهربائي، وتظهر محاولات الأطباء والممرضين لإنقاذ الأطفال داخل الحضانات وسط الظلام التام.
كان ٤ أطفال قد توفوا من جراء انقطاع الكهرباء فجر الخميس قبل الماضي عن المستشفي، استمر قرابة الساعتين بدءاً من الساعة الثالثة والنصف، وفور وقوع الحادث، بدأت الصحيفة في تحقيقه،
وحصلت أمس علي «كليبات» تم تصويرها لوفاة الأطفال، ومحاولات الإنقاذ، بينما أصدر الدكتور مرتجي نجم، أمين عام الهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية، بياناً قال فيه: «إن حالة انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفي، استمرت قرابة الساعتين، ولكن العنايات المركزة والحضانات، استمر العمل بها بشكل طبيعي عن طريق المولدات الاحتياطية بالمستشفي، إضافة إلي أن مواصفات جميع أجهزة التنفس الصناعي المستخدمة حالياً مجهزة ببطاريات ذاتية التشغيل، وتعمل بكفاءة عالية لمدة ساعتين. | (فيديو) يحتوى الفيديو المرفق على مشاهد مؤثرة للغاية. لاينصح بالمشاهدة إذا كنت من أصحاب القلوب "الضعيفة" |
وأشار إلي أن حالتي الوفاة بين الأطفال - حسب تقرير الوفيات الصادر من وحدة المبتسرين بالمستشفي للمريض رقم ٧٧٤١ - والذي دخل المستشفي مصاباً بتشوهات وعيوب خلقية بالقلب، مع زرقة وعدم اكتمال الرئتين ووزنه كيلو و٦٠٠ جرام، يوم ٢٢ مايو ٢٠٠٨،
وتوفي في اليوم نفسه، نتيجة هبوط حاد بالدورة الدموية في حوالي الساعة الثانية صباحاً، أي قبل انقطاع التيار، والطفل الثاني رقم ٥٩٤٢ مبتسر، ويعاني من عدم اكتمال الرئتين ووزنه كيلو و٣٠٠ جرام، والذي دخل المستشفي يوم ١٦ مايو ٢٠٠٨، وتوفي الساعة الثانية ونصف صباحاً.
وأضاف البيان الرسمي: هذا وقد ثبت من التقارير الرسمية وجود ١٥ طفلاً بالعناية المركزية بالمستشفي أثناء الواقعة، منهم ٥ أطفال علي أجهزة التنفس الصناعي، ولم يتأثر أي منهم بالواقعة».
غير أن ما تكشف عنه «المصري اليوم»، يثبت عدم صحة بيان الهيئة، ويؤكد بالأدلة أن وفاة الأطفال، وتعرض الأطفال الآخرين للخطر، تم أثناء انقطاع التيار الكهربائي، وليس قبله، كما تؤكد هذه المشاهد أن مشكلة كبيرة واجهت فريق الأطباء بعد انقطاع الكهرباء، والصحيفة تقدم هذه الوقائع التفصيلية للسيد النائب العام، لفتح تحقيق في ملابسات الحادث وإظهار الحقيقة كاملة.
وتنشر الصحيفة مشاهد «الجريمة» بالتفصيل من خلال شريط فيديو تم تصويره من داخل المستشفي:
المكان: وحدة الأطفال المبتسرين - مستشفي المطرية التعليمي، التابع لهيئة المستشفيات والمعاهد التعليمية بوزارة الصحة والسكان.
الزمان: فجر الخميس قبل الماضي «٢٢/٥/٢٠٠٨»
الساعة كانت تشير إلي الثالثة والنصف فجراً، التيار الكهربائي ينقطع فجأة عن المستشفي بالكامل، لكن المأساة أن التيار ظل معطلاً «مقطوعاً» لمدة ساعتين كاملتين تقريباً، ليغطي ظلام دامس المستشفي الكبير بالكامل في جميع الأدوار والغرف وغرف العمليات والعناية المركزة وغيرها.. غير أن المشهد الذي كان الأكثر قسوة وإيلاماً، في وحدة الأطفال المبتسرين،
والتي كان يرقد فيها أطفال رضع داخل حضاناتهم.. بعضهم كانوا بحضانات متصلة بأجهزة التنفس الصناعي.. الوحدة أو الغرفة يلفها ظلام وسكون بسبب الظلام الحالك.. كما تبدو في الشريط.. كئيبة وموحشة، لا يقطع ظلامها الدامس، سوي ضوء خافت صادر من هاتف محمول وصوت أحد الأطباء - غالباً «نائب الوحدة» - وهو يحاول إنقاذ الأطفال، ويظهر في الخلفية صوت ممرضة،
ثم يلحقهما طبيبان آخران، ويحاولون جميعاً إخراج الأطفال الرضع من حضاناتهم في محاولة لإنقاذهم يدويا من الموت بعد تعطل أجهزة التنفس الصناعي والرعاية، وفي الخلفية أصوات الأطفال الرضع وهم يبكون ويصرخون.
الطبيب يسأل: أمبول الأدرينالين مع حد؟ ويكرر سؤاله.. ويطلب سرنجة.. ولا يجد إجابة، فالكل يحاول البحث في الظلام.. يتحرك ضوء الهاتف في كل الاتجاهات في محاولة لإضاءة بعض جوانب الغرفة للبحث عن الأمبول أو السرنجة.. وفي الخلفية أصوات الأطفال.. ثم يجدها أخيرا.. يحاول الطبيب حقن أحد الأطفال الرضع بأمبول الأدرينالين في صدره،
لكن كان واضحا أن لون جلد الطفل قد تغير إلي اللون الأزرق، بعدها يحاول الطبيب إنعاش قلبه الصغير بالضرب علي صدره عدة مرات في محاولات يائسة، ثم يضع السماعة علي صدره الصغير قبل أن يقول «ده مات»، ثم يرتفع صوت سيدة غالبا الممرضة قائلة: يا دكتور محمد.. هو الدكتور رياض قالك إيه؟
يرد الدكتور محمد: قال إنه هيبعت دكاترة وأمبولات؟
فتقول الممرضة «هو النور هييجي ولاّ إيه؟
ثم يقول له رد علي د. رياض.. يتلقي الطبيب اتصالا عبر الهاتف، ويرد «مين معايا، نعم، النور لسه ماجاش يا جماعة، بسرعة يا جماعة»، أحد الأطباء الموجودين معه بالوحدة يقول للنائب «خليهم يطّلعوا حد من تحت يا دكتور بسرعة ـ غالبا يقصد الصيانة ـ يرد «دول مش فاهمين حاجة» يقول الطبيب «علي الأقل يعملوا أي حاجة» بعدها يتصل نفس الطبيب بالدكتور رياض ويطلب منه العون بسرعة، بإرسال شيء للحضانات».
ممرضة تنادي علي زميلتها واسمها فاطمة.. تسألها عن شيء آخر، وتطلبه بسرعة ثم يطلب النائب الأدرينالين، لحظات ويقول «كده هنا حالتين تأكد أنهم ضاعوا».. تسأل الممرضة: مين؟
فيرد «سحر حمادة ونيفين»، ثم تسأله عن اسم سيدة فيقول لها «لأ»، بعدها تجري محاولات لإنقاذ الأطفال الآخرين، ممرضة تسأل زميلتها «اتأكدي كده يا أسماء» بعدها تقول «كده اتنين باي باي.. ده ـ تقصد طفل ذكر ـ وسحر» ممرضة تتلقي اتصالا وتتحدث لشخص اسمه سيد «هو النور مارجعش ليه يا سيد.. والمصحف حرام دم العيال دول في رقبة المسؤول عن الكهربا».
ملاحظة: في كل هذه المشاهد نسمع أصوات صراخ الأطفال وبكائهم المتواصل، وأصوات صافرات الأجهزة التي ينفد منها التيار الكهربائي الـ(UBS) تدريجيا، من خلال كلام المتحدثين نعرف أن تيار الطوارئ قد بدأ في العمل بعد وقت طويل،
كما يبدو من خلال الحركة السريعة للكاميرا والمحاولات المستميتة أنه تم إنقاذ بعض الأطفال يدويا، ومن خلال الأمبولات المنشطة، والأطباء يتحدثون إلي بعضهم البعض، ويطلب النائب من الممرضة «أسماء» السماعة، وكما يبدو من المشاهد فإن بعض الأجهزة بدأت تعمل علي الطوارئ، حيث إن أصواتها بدأت تعلو.
ممرضة تطلب من زميلتها الذهاب للتأكد من أن الكهرباء موجودة في الرعاية المركزة، وترد الممرضة الأخري: «معندهمش كهرباء وإحنا وهما المفروض شغالين علي الطوارئ»، النائب يسأل زميله الطبيب: «أخبار النبض إيه»..
ويحاولون مراجعة عمل الأجهزة التي بدأت تعمل ببطء، ويتحدث الطبيبان في تفاصيل طبية بحتة.. ويطلب النائب من الممرضات تقليده بالضرب علي صدر الأطفال في محاولة لإنعاش قلوبهم الصغيرة، وتقول الممرضة: «المدير المناوب تحت.. والمصحف ما ينفعش كده».
صوت طبيب آخر يقول: «مدير المستشفي أهم حاجة عنده في مروره الصبح إن الملايات في الاستقبال تكون نظيفة».. وتقول ممرضة: «مافيش حد بيوصله إن الكهرباء بتتقطع»، يرد الطبيب «قلنا له المرة اللي فاتت».
الممرضة تقول: «أنا هاتصل بيهم ما ينفعش كده».
ثم يقول النائب لزميله: «خمسة في وقت واحد.. إحنا كبيرنا هنا واحد».. غالبًا كان يقصد عدد الأطفال المتوفين.. يرد زميله: «ده طبيعي يا دكتور دي ساعة ونصف». بعدها يتلقي الطبيب اتصالا من شخص يسأله عن الوضع فيرد: «الكهرباء انقطعت مرة ثانية..
وثلاثة ماتوا والرابع حالته حرجة».. وتظهر في المشاهد محاولات إنقاذ أحد الأطفال بإدخال شيء في فمه والضرب علي صدره.. لكنه كان لا يتحرك بالمرة.. كما وضحت المحاولات الحثيثة لإنقاذ الأطفال الآخرين.. المثير أن الكهرباء انقطعت مرة ثانية.. بحسب ما كان يقول الأطباء.
No comments:
Post a Comment