Thursday, April 21, 2011

همسات في أذن رئيس الوزراء

همسات في أذن رئيس الوزراء

س سؤال : لماذا قامت الثورة ولماذا ثار الناس في مصر ؟؟

ج جواب : ثار الناس إعتراضا على كل أنواع القهر والذل والفقر اللذي كانوا يعيشونه واللذي كان يذيقهم إياه مجموعة من اللصوص الفاسدين والمفسدين

س سؤال : ماهي أهداف هذه الثورة ؟؟

ج جواب : إقامة العدل في البلاد وضمان حياة كريمة لأفراد هذا المجتمع بحيث يكون الإنسان هو المعني أولا بالتطوير والراحة

وأن يتم توزيع دخل البلاد بالتساوي على أفراد هذا الوطن دون أن نرى البعض يأخذ الملايين والبعض الآخر لايجد حتى الملاليم

أقول هذه الأسئلة والأجوبة على خلفية زيارة وفد من الأطباء المختارين من اللجنة العمومية للأطباء إلى معالي رئيس الوزراء للمطالبة بتوصيات هذه الجمعية وإعلان رئيس الوزراء عن عزمه حضور الجمعية العمومية القادمة للأطباء في 1 مايو

وبداية أرجو من الدكتورعصام شرف أن لا يكتفي بمجرد التفهم أن مطالبنا ليست مطالب فئوية

وانها ضرورة اجتماعية وأن يحول هذا التفهم لقرارات على أرض الواقع لإصلاح المنظومة الصحية

فنحن نعتقد أن صحة المجتمع من أولى الأوليات وهذا هو مانطالب به أنه لكي ينهض أي مجتمع لابد أن تنصلح فيه ثلاث مجالات : صحة أفراده ــــ تعليم هؤلاء الأفراد التعليم المناسب ــــ وإستقلالية القضاء وضمان العدالة

وعلى ضوء هذا المنظور نادينا مرارا وتكرارا قبل الثورة وبعدها بأن صحة المجتمع ليست من الرفاهيات بل هي ركن أساسي في طريق النهضة

نادينا بذلك حين رأينا نحن الأطباء أنواعا من القهر والظلم والفقر والإضطهاد والظلم وحكر التعليم والتعسف يقوم به مجموعة من الأفراد اللذين ماكان يعنيهم إلا مصالحهم الشخصية وفقط

أفرادا أضاعوا أعمارنا وقتلوا أحلامنا وتسببوا في تشريد خيرة عقول وشباب هذا الوطن

وكنت أمني نفسي أنه إن مكننا الله منهم في يوم من الأيام أنه لن يكفيني فيهم دماءهم

فما جنوه في حقنا وفي حق هذا الوطن لايغتفر

اما وقد نصرنا الله وقامت الثورة فقد شرفك الله يا د.شرف بأن تكون ممن يعيدون العدالة إلى هذه البلاد وندعوالله أن يوفقك وأن يعينك

وإنه لكي يقوم هذا المجتمع من جديد لابد أن يخلو من جميع الأمراض البدنية والنفسية لكي يكون مجتمعا صحيحا معافى

والإهتمام بمجال الصحة يكفل قدرا كبيرا من ذلك

فماذا ننتظر من شخص لم يجد العلاج اللازم ولم يجد الإهتمام المطلوب سوى أن يكون حانقا على هذا البلد عازفا عن الإنتاج

وكيف ننتظر من طبيب لم يجد التقدير الكافي من بلده ولم يجد أبسط حقوقه ولم يجد البيئة المساعدة له على القيام بعمله أن يستطيع أن يقدم خدمة صحية تليق بالمريض

وبالتالي كيف ننتظر من مجتمع لا يأخذ فيه الأطباء والمجال الصحي الوضع المناسب لهم اللذي يكفل لهم حياة كريمة كيف ننتظر من هذا المجتمع أن ينهض وأن ينافس بقية الدول والمجتمعات الأخرى

وبالرغم من كل هذا فقد كان الأطباء والتمريض هم الفئة الوحيدة التي مارست عملها حين امتنعت كل فئات المجتمع تقريبا عن الذهاب للعمل

وذلك لتقديرهم لأهمية عملهم ورسالتهم في الحياة وكان للأطباء دور لايغفل في علاج المصابين في ميدان التحرير بل وسقط منهم شهداء أيضا

إن ماأود قوله هو أنه كيف يطالب الناس بحقهم في الصحة ويثورون حين لايجدون العلاج اللازم ويعلمون مدى أهمية القطاع الصحي ثم في المقابل لايعترفون للأطباء بخصوصية مجالهم على إعتباره من أهم المجالات للمجتمع ككل

( تلك إذا قسمة ضيزى )

إننا يا دكتور عصام لانريد أن نطلب أكثر من حقنا إن كل مانريده هو العدالة والمساواة هو أن نتساوى بأقراننا من الفئات الأخرى وأن يتم وضعنا في المكان اللذي نستحقه وأن تكون لنا المكانة التي تليق بنا وتليق بالجهد اللذي بذلناه طيلة سبع سنوات كاملة من الدراسة وتليق بالجهد اللذي نبذله في العمل ومقدار الضغط العصبي علينا

هو أن يقدر المجتمع وأن تقدر الحكومة قيمة العمل اللذي نقوم به وأن يفهم الناس أنه لكي نستطيع أن نقوم بدورنا كاملا لابد لنا من أن تتوافر لنا الظروف المناسبة سواء في مجال العمل أو في مجالات الحياة

يامعالي رئيس الوزراء كيف يعذر الناس لاعبي الكرة حين تكون هناك بعض المشاكل في العقود المالية وفي المرتبات ويعذرونهم بعدم التركيز

ولايعذر الناس الأطباء حين يكون الطبيب مشغولا بالتفكير في كيفية تدبير حياته اليومية واحتياجاته الخاصة من تعليم وسكن وغيرها

يامعالي رئيس الوزراء نحن نقدر لك تكرمك بالوعد بحضور جمعيتنا العمومية في 1 مايو

ونقدر تفهمك لمطالبنا ولكننا نود أن نوضح أن مطالبنا ليست فئوية وإنما هي مطالب ترتبط إرتباطا وثيقا بنهضة المجتمع وبأفراده التي من المفترض أن يكون الإستثمار أولا في الإنسان المصري قبل كل شيء وأن مطالبنا هي مطالب من يريدون أن يعطوا هذا المجتمع بدلا من أن ييأسوا من إصلاحه ويتركوه

تماما كما في المقولة ( إننا بلد فقير فيجب أن نستثمر في الصحة والعلم )

يا د . عصام شرف

نحن إن أردنا مالا فإنما نريد أن نتساوى بالفئات الأخرى التي نظن أننا لانقل عنهم في شيء

بل إن طبيعة عملنا تفرض علينا ظروفا لانعتقد أن أحدا يمر بها إلا القليل من الفئات الأخرى

وفي المقابل نرى من لم يدرسوا نفس العدد من سنين الدراسة ومن لايعمل في تلك الظروف القاسية والضغط العصبي ومن لا يطالب بمتابعة الجديد في العلم بإستمرار

نرى مرتب هؤلاء أضعاف أضعاف مانأخذه

ألسنا في الشريحة الأولى للمجتمع أليست كلية الطب تلك من كليات القمة ؟

ألم يتعب الطبيب ويبذل الجهد لكي يصل إلى ماوصل إليه

ألا يحق لنا على أدنى تقدير أن نتساوى بهؤلاء وأن نكون في الشريحة الأولى من المرتبات مثلهم

بغض النظر عن قيمة مايأخذونه من مرتب فنحن إنما نريد أن نتساوى جميعا كل على قدر تعبه وبذله وطبيعة عمله ولا علاقة لذلك بظروف البلد فنحن إنما نتكلم عن عدالة التوزيع أيا كانت قيمة ما سنأخذه .

وإن أردنا تعليما فإنما نريد تعليما كي نخدم هذا الوطن وصحة أفراده .

وإن أردنا تقليل التعسف الإداري والقوانين المجحفة فإنما نريد أن نستطيع أن نعطي في جو يخلو من الاحتقان ومن الدوران في حلقات تستهلك الكثير من طاقتنا دون طائل .

وإن أردنا أن تزيد ميزانية وزارة الصحة فلكي تتوفر الإمكانيات المطلوبة لعلاج المرضى حتى نؤدي رسالتنا السامية على أكمل وجه .

إن مطالبتنا بهذه المطالب إنما تنبع من إحساسنا بأن هذه المطالب هي أمانة وواجب علينا تجاه المجتمع فمن أدرى بالمشاكل الصحية لهذا البلد ممن يمرون بهذه المشاكل كل يوم ومن سيطالب بإصلاح المنظومة الصحية وحل مشاكلها إن لم نطالب نحن بذلك .

ولهذا فإننا نطالبكم بتلبية هذه المطالب وسنطالب ونظل نطالب بها إلى أن يتم تحقيقها فتحقيق هذه المطالب هو أمانة في أعناقنا تجاه مجتمعنا ونهضته وتجاه حاضرنا وتجاه مستقبل هذه البلد ومستقبل هذه المهنة ونظن أنها أمانة في عنقك أنت أيضا يا معالي رئيس الوزراء وفقكم الله وأعانكم .

د/ أحمد حامد

طبيب مصري

عضو أطباء بلاحقوق

0113525718

Asc405@yahoo.com

No comments: