http://www.elbadeel.net/index.php?option=com_content&task=view&id=50015&Itemid=41
أجور الأطباء بين الحكومة والنقابة
25/03/2009
بسمة عبدالعزيز
المطالبة بزيادة أجور الأطباء- وأنا منهم- ليست بدعة أو نزوة طارئة لن تلبث أن تزول، بل هي ضرورة مُلحة تأخرت كثيرا، فأساسي مرتب أي طبيب حديث أو قديم التخرج يميت من الضحك، إذ لا يكفي شراء أي شيء كامل، لا بذلة ولا فردتي حذاء ولا حتي وجبات غذاء يوماً واحداً إذا كانت لهذا الطبيب أسرة، وإذا افترضنا أن له بعض الاحتياجات الأخري كاقتناء الكتب المتخصصة والتقدم لاستكمال الدراسات العليا علي سبيل المثال، أو أطلقنا لخيالنا العنان لنتحدث عن احتياجات أكثر رفاهية من هذا وذاك، كأدوات الاتصال، ووسائل الثقافة ومصادرها كزيارة السينما أو المسرح أو الترويح عن النفس بالسفر إلي أي مكان داخل مصر بالطبع، لمرة واحدة في الشهر، أدركنا أن الطبيب الذي ترك مهنته ليعمل تبّاعا علي عربة نقل ركاب، قد راجع نفسه، واكتشف خطأه الأول وتداركه، ثم عاد إلي صوابه ممتطيا عتبات الميكروباص واختار الطريق الملائم للمرحلة الراهنة.
ولا يفتأ نقيب الأطباء يذكّرنا كل يوم بالوضع المزري الذي نعيشه، فيطالب ويناشد ويرجو ويتوسل، لكنه حين تفشل مساعيه ينكص علي عقبيه ويتخاذل عن اتخاذ خطوات ضاغطة وفعالة، وهو أمر مفهوم، إذ إن الدور الذي يقوم به هو دور ذو بعدين، فهو يعبر عن غضب الأطباء ويمتصه بالخطب والتهديد والوعيد، ثم يحافظ بعد ذلك علي الأمن والاستقرار وهما من ركائز النظام الأساسية، عن طريق إجهاض أي خطوات أو قرارات قد تترجم الغضب إلي فعل ملموس له مردود حقيقي.
أما الحكومة الرشيدة التي أكدت مرارا وتكرارا منذ شهور أن لمصر، في ظلها، اقتصاداً قوياً لن يهتز أو يتأثر بالأزمة المالية العالمية التي خرت تحت وطأتها الدول الصناعية الكبري، فقد سحبت كل تصريحاتها التي ملأت بها الجرائد فخرا وتباهيا، وعادت اليوم لتكذب نفسها وتعلن أن الأزمة العالمية هي السبب في عدم رفع أجور الأطباء وتنفيذ الوعد الذي أطلقته علينا سابقا.
ولما لم تعد وعود الحكومة وتصريحاتها تخدع أحدا، كما لم تعد خطب نقيب الأطباء مقنعة لأي طبيب صغير أو كبير، فليس أمام الأطباء، ما بين مطرقة الحكومة وسندان النقيب، سوي السعي بأنفسهم وتجميع جهودهم وتركيزها وممارسة ضغط عملي، لتحقيق الحد الأدني من الحياة الكريمة التي ما زالوا بمنأي عنها، والتي ما زالت بينهم وبينها مسافات واسعة تستلزم القفز لا الزحف.
فقط، نرجو نقيب الأطباء الذي تباكي منذ ما يقرب من أسبوع معلنا أن الأطباء "غلابة"، إما أن يترك الخطابة إلي الفعل، أو أن يكف عن تسول حقوقنا، فلا حق يؤخذ بطلب العطف والرحمة والإحسان، إنما يؤخذ بالتنظيم والتحرك والعمل المشترك الجاد، وقديماً قال الشاعر: وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا < طبيبة وكاتبة basabisso@yahoo.com
1 comment:
طيب كلام جميل جدا
بس انتوا نسيتوا اطباء الامتياز اللى محدش يعرف عنهم حاجه زى ما يكونوا مش من الاطباء اصلا
احنا تقريبا مش بنقبض
على الرغم اننا شغالين اضعاف التكليف لاننا فى نفس الوقت محتاجين ناخد خبره فى نفس الوقت مش بيتصرفلنا اى وجبات ولا كوب ماء بارد حتى
غير اننا بنتحمل تكاليف مواصلاتنا
مش عارف هل من المعقول واحد عنده 24 سنه يفضل ياخد مصروف على الرغم انو بيشتغل 12 ساعه فى اليوم!
Post a Comment