Wednesday, October 22, 2008

تصفية مستشفي الرمد‏!‏



http://www.ahram.org.eg/archive/Index.asp?CurFN=inve4.htm&DID=9742


44514‏السنة 133-العدد2008اكتوبر21‏21 من شوال 1429 هـالثلاثاء




في الجيزة‏:‏
تصفية مستشفي الرمد‏!‏
تحقيق‏:‏أيمن السيسي






تحقيقات الأهرام عاشت وسط‏180‏ طبيبا وممرضا وإداريا وعاملا تلفهـم حالـة من الغضـب والرفض في مظاهرة داخل حديقة المستشفي‏.‏

نجلاء محمد علي ممرضة قالت إن مدير المستشفي الدكتور حاتم أبوبكر الخشن طلب منا صباحا تحديد رغبة كل منا في المستشفي الذي يرغب‏,‏ النقل إليه ونسمع منذ شهرين عن بيع المستشفي أو تحويله إلي وظيفة إدارية وعندما أعلنا اعتصامنا حضر لنا وكيل الوزارة الدكتور مصطفي المراغي ونفي ما أبلغنا به المدير‏!‏

د‏.‏مينا رشا أحد الأطباء يتساءل عن السبب الحقيقي والضاغط الذي يضرب عرض الحائط بعلاج‏600‏ مريض يوميا بالمجان وتذكرة بجنيه واحد فقط‏,‏ في الوقت نفسه الذي تقوم فيه المستشفي بهذا الدور وسط المعهد التذكاري ومعهد بحوث الرمد الذي لا تقل تذكرة دخول المريض فيه عن‏7‏ جنيهات والعلاج بتكاليف مالية أكبر‏.‏

ويضيف الدكتور علي محمد العزالي مدير العيادات إن مستشفي رمد الجيزة كان مخططا له التوسع منذ سبع سنوات ليكون أكبر مستشفي رمد في الشرق الأوسط وبدأ العمل فيه منذ‏5‏ سنوات وتم إنشاء مبني بأساسات قوية ليرتفع‏14‏ طابقا وللأسف فإنه توقف منذ عامين ولكن أصبح هذا المبني المطل علي النيل مطمع الجميع‏.‏

ويتساءل الدكتور عسقلاني محمد شحاتة‏:‏ لماذا هذا التضارب في القرارات والنظرة إلي المستشفي؟ فقد أعلنت الوزارة خطتها حول التطوير وجاءت لجنتان في اليوم نفسه‏(‏ الخميس الماضي‏)‏ إحداها لبحث خطة التطوير واستكمال المباني والثانية لقياس مساحات المباني والأراضي الفضاء لبحث سبل الاستخدام بشكل مختلف‏.‏

ورغم أن عمليات التطوير جارية بالمستشفي ـ كما يقول محمد بدوي ـ مثل عمل إنذار حريق بتكلفة‏100‏ ألف جنيه ومغسلة بتكلفة‏247‏ ألف جنيه وأن المستشفي بشكل عام حصل من لجنة الجودة بالوزارة علي لقب أفضل مستشفيات الجيزة فإنهم يريدون تصفية المستشفي‏!‏

ويؤكد د‏.‏محمد شحاتة أن المستشفي هو الوحيد الذي يستمر الدخول فيه للمرضي مجانا طوال اليوم وأنه يستقبل حالات الكوارث ويعالجها مجانا مثل حالة إصابة‏200‏ فرد في فرح نتيجة انفجار مصابيح الفلورسنت ولذلك حالات الكسوف وفي أيام العيد يستقبل يوميا مالا يقل عن‏70‏ حالة من حالات إصابات العين في الوقت نفســه الذي تغلق المســـتشفي التذكاري وكذلك البحوث أبوابهما في أيام والمستشفي الذي يخدم هذه الأعداد بالمجان معرض الآن للفناء‏.‏

د‏.‏أحمد كمال يؤكد في ذات السياق أن فكرة إلغاء المستشفي علي مايبدو قديمة‏,‏ ويؤكد ذلك منع المجالس الطبية المرضي من التعامل معنا منذ فترة وإن لم نبلغ رسميا بذلك‏,‏ وتضيف إيمان جمال محمد الدين الاخصائية الاجتماعية هناك‏100‏ مريض من المترددين علي المستشفي للعلاج ومطلوب لهم إجراء جراحات بالعيون ولكن المجالس الطبية ترفض علاجهم بالمستشفي‏.‏

أما الدكتور حاتم أبوبكر الخشن مدير المستشفي فيقول‏:‏ صدرت التعليمات لنا صباح أمس من الدكتور عاطف عافيه مدير مديرية الشئون الصحية بالجيزة بضرورة نقل جميع العاملين من أطباء وإداريين وتمريض وعمال إلي مستشفيات أخري بالمحافظة تمهيدا لاستخدام مباني المستشفي كمرفق إسعاف يتبع الوزارة ليصبح المستشفي في خبر كان وينتهي دوره رغم كثرة عدد المرضي الذين يستقبلهم يوميا فضلا عن إجراء‏60‏ عملية جراحية مختلفة بخلاف فحوصات الموجات الصوتية والليزر وغيرها‏.‏

ويؤكد مدير المستشفي الدكتور حاتم أبوبكر أن الأمر جدي وإن لم يتم إصدار أوامر أخري من الوزارة أو المديرية بعد الاعتصام‏,‏ ويتحسر الدكتور حاتم علي ماتم من تطوير في المستشفي من مبان وقاعات مؤتمرات وغرف عمليات التي ستحول إلي قاعات استقبال مكالمات مرفق الإسعاف وشاشات تتابع الحركة‏.‏

وبعد فهل يمكن القفز علي الدور الاجتماعي والصحي لهذا المستشفي الحيوي الذي يعالج بـالمجان أكثر من‏16‏ ألف مريض ومصاب شهريا وهل يمكن القبول بتصفيته لمصلحة تجهيز مكاتب مكيفة لرجال الوزارة وموقف لسيارات الإسعاف علي شاطيء النيل؟‏!‏ فهل ضاقت عليهم الدنيا ليقع الاختيار علي هذا المكان الذي شهد التطوير مضحين بخدمة الفقراء وتشريد‏180‏ من العاملين في المستشفي من أطباء وإداريين وممرضين وعمال‏,‏ وهل هناك من مستجيب‏!
‏يبدو أن حمي تصفية مستشفيات الجيزة مستمرة‏,‏ فبعد أن تم تشريد‏12‏ موظفا من مستشفي الهرم قبل أسبوع لخلافات شخصية‏,‏ ورغم تناولنا لها بالنشر لم يهتم أحد من الوزارة بالرد‏,‏ وإذا كانت الأسباب في نقلهم وتشريدهم شخصية فإن نقل جميع العاملين بمستشفي رمد الجيزة الذي يخدم يوميا‏600‏ مريص بالمجان وتوزيعهم علي مستشفيات المحافظة وتصفية المستشفي ليصبح في خبر كان بدعوي إنشاء وحدة إسعاف وجراج لسيارات الإسعاف واستخدام منشآتها التي تطل علي النيل كمكاتب لرجال الوزارة الأقوياء‏!‏

No comments: