متى استعبدتم الأطباء وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا

يحار المرء ويتعجب من مفاصلة المسؤولين في قضية الكادر ويستغرب من مدى إصرار الظالمين على ظلمهم
وهل في إقرار كادر للأطباء شك وهل في وجود الشمس شك ؟؟؟؟
إن مايحدث الآن للأطباء هو نوع من الإستعباد ...
هو نوع من السخرة والإذلال والإضطهاد .
بعد أن يقضي الطبيب سبع سنوات عجاف في دراسة صعبة ومكلفة وهو يمني نفسه بيوم التخرج الذي سيأتي ليعوض أهله عن تعبهم معه
يمني نفسه بأنه سيعوض أهله عن تلك السنين الضائعة في الدراسة والتحصيل
يتخرج ليجد الواقع الأليم يجد أن فترة دراسته هي أرحم مما بعدها
ليجد نفسه مشردا وحيدا طريدا لايملك من حطام الدنيا شيء ولايملك حتى صنعة في يده يعتمد بها على نفسه فالطريق مازال طويلا وهو بدون تخصص لاقيمة له .
يتخرج ليجد من لم يكملوا تعليمهم خيرا منه وقد فتحوا بيوت وأصبح لديهم زوجات وأولاد.
ثم يأتي دور الوزارة الموقرة :
لتذيقه من العذاب أشكالا و ألوانا
فهو لابد أن يشرد وأن يذهب إلى بلاد الله الواسعة من أقصاها إلى أقصاها
وياليتها بالمقابل المادي العادل ولكنها نوع من التشريد والإستعباد دون حتى أن يعوض ماديا
وياليتها فترة ويعود فيها إلى بيته وأهله ولكنه من المفترض أن يبقى في هذا المكان طوال حياته .
وتمضي السنون وتذهب زهرة العمر في كآبة وشقاء .
أيها السادة
لقد انتشر الحزن والإكتئاب في شباب الأطباء بشكل غريب .
أصبح شباب الأطباء محبطين ويائسين من أي أمل في تغيير هذا الوضع .
ادركوا شباب الأطباء قبل أن تفقدوهم .

إلى متى :
إلى متى هذا الإستعباد ؟؟؟
إلى متى تضيع سنوات العمر هباءًا دون أي فائدة ؟؟؟
إلى متى تتحكم فينا الوزارة هذا التحكم الشنيع ؟؟؟
فالطبيب أيها السادة محروم من تحضير الدراسات العليا إلا بموافقة الوزارة ففترة التكليف بالنسبة له لن يحضر فيها أي دراسات ولن يتخصص فيها
وأقول لهم أتمنعون طبيبا يريد أن يتعلم ويحضر ويذاكر ؟؟؟؟
وإذا أخذ أي جزاءات في فترة التكليف أو النيابة تأخرت نيابته أو تأخر تسجيل الدراسات العليا 6 أشهر وهكذا يمضي العمر 6 أشهر في 6 أشهر
وكأن هذا الطبيب ممن يعيشون آلاف السنين وكأن سنين العمر ليس لها قيمة
وكأنه من الطبيعي أن يضيع عمره سُداء دون أي استفادة لامادية ولاعلمية ولا معنوية .
وكأنه من الطبيعي أن يصبح ذات يوم فيجد من هم أصغر منه إخوته وزملاءه
قد تزوجوا وأسسوا البيوت وهو مازال يأخذ مصروفا من أهله

ويلمح في أعينهم خيبة الأمل والعطف والإشفاق على ماوصل إليه حاله وعلى وضعه السيء .
وكأننا عبيد في وزارة الصحة حتى يأخذ عمال النظافة أكثر مننا .
يأتي من ( يتنطط علينا ) من جميع الهيئات والإدارات الصحية وغير الصحي
ليتسلى علينا ويفتش عن ......
هؤلاء الأطباء الذين ليس لهم حق يُذكر
هؤلاء الأطباء المتهمين مسبقاً بالإهمال
هؤلاء الأطباء الذين ليس لهم الحق في إجازات كباقي خلق الله .
هؤلاء الأطباء الذين يجب عليهم التواجد بالليل والنهار وفي كل وقت
فإلى هؤلاء الذين يفتشون علينا
وإلى هؤلاء الذين يهاجمون الأطباء على أخطائهم نقول :

إذا عاملتمونا على أن أخطاءنا ليست مقبولة كباقي المهن
فإن من حقنا ألا نُعامل كباقي المهن .
وإن من حقنا أن تهيأ لنا الظروف المناسبة .
وإذا قلتم بأننا كباقي الموظفين والمهن
فتحملوا منا الأخطاء كما تتحملوها من باقي الموظفين والمهن .
فتحملوها كما نتحمل نحن أخطاء المسؤولين في تشريدنا دون أي حساب .
فتحملوها كما نتحمل نحن الأخطاء في إضاعة أعمارنا هباءًا .
فتحملوها كما نتحمل نحن إضاعة الأموال على المهرجانات وإضاعة 66 مليار جنيه ضرائب من رجال الأعمال والمؤسسات الصحفية
ونحن لانملك قوت يومنا .

وإلى هؤلاء المنادين بمحاسبة الأطباء على أخطائهم :
هل تعلمون أن الأطباء يعانون كي يتعلموا ويتدربوا ؟؟؟
هل تعلمون أنهم يُنفون في أماكن ليس فيها تدريب ولا تعليم ؟؟؟
هل تعلمون أنهم يتوافدون على المستشفيات التعليمية والجامعية ليتعلموا
فتُرفض طلباتهم لانهم في وزارة الصحة
ترفض طلباتهم لأنهم يجب أن يدفعوا مبالغ لايملكونها .
ترفض طلباتهم لتزاحمهم ليتعلموا .
وهل تعلمون مدى معاناة الأطباء ورغبتهم في التعلم والتدريب الصحيح ؟؟؟
وهل تعلمون أن هم الطبيب الأول
هو أن يجد من يدربه .....

هو أن يجد مكاناً محترماً يتعلم فيه بدلا من أن يجرب في صحة الناس
نحن ننادي بأعلى صوت :
اتركونا نتعلم ................... اتركونا نتدرب
ولكن ...
لقد اسمعت لو ناديت حيا ً ولكن لاحياة لمن تنادي


وإلى الذين ينافقون من أجل الحفاظ على مناصبهم
إلى الذين يشرون مناصبهم بآلام الأطباء وصحة المرضى
إلى الذين يدعون أن الطبيب يأخذ حقه كاملا ً وأنه يقصر في خدمة مرضاه
لكل هؤلاء أقول لهم :
تعالوا نتحاسب ونشووف ........
أنتم تطالبون الأطباء بالإلتزام بالتواجد في المستشفيات
وأنا أقول لكم إذا أردت أن تطاع فأمر بما يُستطاع .
ومن أين يصرف على أكله أثناء النوبتجيات التي تطالبونه بالمكوث فيها ؟؟
ومن أين يصرف على الكتب والمراجع التي لابد أن يشتريها لكي يعالج المرضى في هذه النوبتجيات ؟؟؟
ومن أين يصرف على أهله وبيته وأولاده إذا استطاع أصلا أن يتزوج ؟؟
ومن أين يأتي بالوقت لكي يتعلم ويذاكر ويتدرب ؟؟
ومن أين يأتي بالوقت كي يرتاح ويأتي صافي الذهن في هذه النبطشيات ؟؟
أم أنه كعادة الحكومة والمسؤولين :
كله تمام يافندم ......... واتصرف
ومش مشكلتي
امال مشكلة مييييييييييييين ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وأخيرا ...
أوجه كلمتي إلى الأطباء :
قوموا بنا ندافع عن حقوقنا
قوموا بنا ندافع عن حقوق المرضى فنحن أولى الناس بالدفاع عن حقوقهم
ومن يدافع عنهم إن لم ندافع نحن عنهم
ولكم في أطباء الكويت وموريتانيا وفرنسا خير مثل وقدوة
فقد رفض أطباء موريتانيا مقابلة وزير المالية حتى يجيب لهم مطالبهم كاملة
فهؤلاء هم أحسن حالا منا بمراحل ومع هذا ليسوا راضين عن أحوالهم فما بالكم لو رأوا حالنا ومانحن عليه
ونحن في كل مانفعله نتمنى أن نصل إلى ربع حال الطبيب في أفريقيا !!!!!!!
نعم في أفريقيا ...........نتمنى أن نصل إلى عشر حال الطبيب في غزة ورام الله
هل هناك ماهو أهون من هذا ؟؟؟؟؟؟؟
هل هنااك ماهو أذل من هذا ؟؟؟؟
هل هناك ماهو أقل من هذا ؟؟؟
وماذا ننتظر وقد ضاع الماضي ولا أمل في المستقبل
فماذا ننتظر وعلى ماذا نحرص ؟؟؟؟
ولاتغرنكم الوعود الزائفة التي تنادي بها الوزارة والحوافز التي قد تصرف وقد لاتصرف نحن نريد شيئا ثابتا وليس أن نكون تحت رحمة الوزارة فإذا ذهب هذا أو ذهب ذاك ذهبت معه كل الوعود والآمال الوردية هذا إن كانت صحيحة من الأصل فأين كانوا ونحن نعاني من سنين أم أنهم لايتذكروننا إلا حين نصرخ فقط .
وإلى كل بيت فيه مريض إلى كل بيت فيه طبيب أقول :

قوموا بنا نرفع حال الرعاية الصحية في مصر
نحن لا نريد إلا أن يهيئوا لنا الظروف لخدمة المرضى
نحن نريد ظروفا إنسانية نستطيع بها أن نمارس عملنا
نريد أماكن للتدريب وفرص للتعلم الحقيقي ...........
نريد مرتبات حقيقة .........
نريد الكاااادر ...................
أيها المريض :
اسأل أي أستاذ جامعي أو أيطبيب عن مستوى الطب في مصر ومستوى الصحة في مصر ومدى ماوصلا إليه من انحدار .
أيها المريض :
نحن ندافع عنكم ..................... فدافعوا عنا .
وانظروا إلى منتخب مصر حين هيأوا له الظروف ووفروا له الإستقرار وأسعدوهم تحول المنتخب من منتخب لا أمل له في الفوز إلى منتخب تخشاه جميع الفرق وأسعدوا ملايين المصريين والعرب .
ونحن نريد أن يعاملونا بالمثل نريد ظروفا ملائمة واستقرارا أكثر
حتى ننهض بالصحة في مصر وتستعيد هيبتها
ونحن قادرون بإذن الله على ذلك
إذا توافرت الظروف
واسألوا الأطباء في مركز الكلى بالمنصورة والذي أنشأه الدكتور / محمود غنيم
وكيف أنهم حين هيأوا لهم الظروف ووفروا لهم المرتبات الكافية والتدريب والتعليم
أصبح ملاذ المرضى في الشرق الأوسط
بل وأصبح من أحسن وأرقى المراكز الطبية
بل وأرقى من العديد من المراكز في أوروبا .
وأخيرا .............

نحن ندافع عنكم ..................... فدافعوا عنا

وانضموا إلينا في إضرابنا

وشكرا.........



asc405@yahoo.com