قابلته بعد افتراق أكثر من عشرين سنة، وكان أولادي وأولاده في الدراسة الإعدادية، وبعد السلام والتحيات والسؤال عن الصحة.. سألته (وياليتني ما سألته) عن أخبار (آمال وأحمد) أولاده فقال لي إن آمال لم تكمل تعليمها بعد الثانوية العامة واتجهت إلي العمل في محل كوافير،
حتي أصبحت الآن تمتلك محلاً في أرقي موقع بالإسكندرية وتزوجت ابن فلان وتسكن في شقتها التمليك بحي «رشدي» وهو من أحياء الصفوة بالإسكندرية أما عن أحمد والكلام مازال علي لسان صديقي فهو لاعب كرة بنادي (......) القاهري ويقيم بالقاهرة وأيضًا في شقته التمليك، وأخذ صديقي يسترسل حتي جاء (جرسون) النادي الذي تقابلنا فيه يسأل ما هي طلباتنا وحاولت جاهدًا أن أقوم أنا بواجب الضيافة إلا أنه (والحمد لله)، قد أصر علي أن يقوم هو به، وبدأ متطوعًا يطلب لي وله ولزوجته ولزوجتي من كافة شيء متوفر بالبوفيه، حتي إنني بعد انتهاء (قائمة) ما طلبه فحمدت الله مرة أخري حيث إنني لو قمت بسداد الفاتورة سأعود إلي منزلي سيرًا علي الأقدام..
المهم.. أنه التفت لي بعد الانتهاء من حواره مع الجرسون - سائلاً عن أولادي - فحاولت أكثر من مرة أن أهرب من السؤال وتحت إلحاح زوجته قلت لهما إن ابنتي الكبري للأسف فشلت وحصلت علي بكالوريوس طب، وتقبض كل طلعة أول شهر ميلادي (مائتين وخمسين جنيهًا مصريا بالتمام والكمال) أما ابنتي الثانية فهي أقل فشلاً حيث حصلت علي البتاع ده (تجارة إنجليزي) والتحقت بعمل بعد أربع سنوات من التخرج وبعد مائة واسطة ومحاولة والحمد لله تتقاضي مرتبًا يقترب من أربعمائة جنيه مصري وبرضه مع طلعة أول كل شهر -
وقبل أن أحاول إيجاد أي ميزة لمؤهلات أولادي إذا بالجرسون يأتي هو وزميل له ويضمان (الترابيزات) حتي تكفي لتقديم الطلبات - ووجدها فرصة لتغيير دفة الحديث الذي ظهرت أعراضه علي وجه زوجتي (أم الدكتورة)- ولم ادع لصديقي فرصة ليوجه لي ضربات أخري - إلا أنه أصر قائلاً ما تعرفشي محل حوالي مائة متر وياريت يكون (ببابين) بشارع جمال عبد الناصر في منطقة ميامي حي المندره لعمل فرع آخر للكوافير وتجهيز العرائس فقلت له وأنا أرفع حاجب وأنزل حاجب طبعًا طبعًا فطلب مني تليفوني المحمول ليسجله علي تليفونه «آخر جيل من التليفونات» وانصرفت أنا وزوجتي والتي أصرت من الآن أن يكون حفيدي لاعب كرة وحفيدتي (صاحبة كوافير) أو حتي (راقصة) - يا تري تكون زوجتي علي حق؟
حسن كمال الجزار - الإسكندرية
No comments:
Post a Comment