Saturday, April 04, 2009

د. ممدوح عقل: تطوير أقسام الإدمان يحتاج إلي دعم مادي كبير غير متاح



http://www.elbadeel.net/index.php?option=com_content&task=view&id=45198&Itemid=36

د. ممدوح عقل: تطوير أقسام الإدمان يحتاج إلي دعم مادي كبير غير متاح طباعة ارسال لصديق
10/02/2009
حتي الآن لا توجد إدارة خاصة للإدمان
حوار: نيرة الشريف
إذا كانت المستشفيات الخاصة لعلاج الإدمان تتخذ من هذه المهمة وسيلة للتربح والكسب المادي، بل تزايد علي المدة التي سيمكثها المريض فيها لا لشيء سوي أن مصلحتها المادية تحتم بقاءه في المستشفي أطول فترة ممكنة، فكيف الحال في أقسام الإدمان بالمستشفيات الحكومية؟ كيف يتم العلاج في هذه الأقسام؟ وما التكلفة المادية التي يتطلبها العلاج؟ وهل مريض الإدمان يشفي فعلا ولا يعود للمخدرات مرة أخري؟
للرد علي هذه التساؤلات التقينا الدكتور ممدوح عقل، مسئول الصحة النفسية بمستشفي العباسية، ونائب رئيس قسم الإدمان بها، الذي بدأ كلامه قائلا: "تكلفة العلاج في قسم الإدمان بالمستشفيات الحكومية تصل إلي 600 جنيه شهريا، أما في المستشفيات الخاصة فتبدأ من 130 جنيها في اليوم، يعني ممكن تصل إلي 5 آلاف جنيها كحد أدني في الشهر ويرتفع عن ذلك وفقا لمستوي المستشفي والخدمة المقدمة به، وهذا يعكس بوضوح فارق الإمكانيات ومستوي الخدمات المقدمة بين المستشفيات الحكومية والمستشفيات الخاصة"
ويضيف قائلا: "احنا عندنا خمسة مستشفيات حكومية بها أقسام لمعالجة الإدمان منها أربعة في القاهرة الكبري وهي العباسية، المطار، حلوان، الخانكة وواحد في الإسكندرية وهو مستشفي المعمورة، هذه المستشفيات تابعة للأمانة العامة للصحة بوزارة الصحة، وهذا يقودنا إلي أولي المشكلات في أقسام الإدمان بالمسنشفيات الحكومية، وهي أنه لا توجد إدارة خاصة للإدمان تشرف بشكل مباشر علي أقسام معالجة الإدمان، فقسم الإدمان يكون تابعاً للإدارة العامة للمستشفي التي به والأمانة النفسية بوزارة الصحة."
وعن خطة العلاج المتبعة يقول"بداية نحن نستقبل المريض في العيادة الخارجية ويبدأ في أولي الجلسات مع الطبيب المعالج، وفي هذا الوقت يحاول الطبيب إقامة علاقة مع المريض يحاول من خلالها كسب ثقته حتي يقص له كل المعلومات الخاصة به وبمرضه ، بعدها يبدأ المريض في جلسات مع الإخصائية النفسية، تستمر لمدة أسبوعين كتمهيد للعلاج، وخلال هذه الفترة يكون للمريض مطلق الحرية، بحيث يخرج من المستشفي ويمارس حياته بشكل طبيعي كما يريد ويعود للمستشفي في موعد جلساته، دون أن يقيد أحد حريته أو يحتم عليه الإقامة في المستشفي، ومن خلال هذه الفترة نعرف ما إذا كان المريض جاداً في العلاج ويرغب فيه حقا أم لا، وعادة المدمن لا يلجأ للعلاج إلا إذا كان قد تعرض لخسارات كبيرة ومتتالية سواء مادية أو أسرية أو مهنية فيضطر في هذه الحالة أن يقرر العلاج، وأحيانا يكون هذا القرار نابعاً من قناعته هو بضرورة العلاج، وأحيانا أخري يكون هذا بناء علي ضغط من عائلته وهذا الضغط يكون مفيداً جدا في بعض الحالات، لأن المدمن عندما يشعر أن لا أحد يهمه علاجه ولا أحد حريص عليه فإنه يستسلم لمرضه، أما إذا كان وراءه أشخاص يدرك أنهم يحبونه ويخافون عليه ويتأذون لحالته فإنهم يشكلون دافعاً له لكي يعالج، ويبدأ في قبول العلاج من أجلهم، وخلال الأسبوعين اللذين تتم فيهما الجلسات التمهيدية للعلاج نقوم بوضع المريض علي قائمة الانتظار حتي يتم الحجز له داخل القسم".
وعند سؤاله عن وجود قوائم انتظار في علاج الإدمان أيضا؟ رد قائلا" بالطبع توجد قوائم انتظار في أقسام الإدمان في المستشفيات الحكومية لضعف الإمكانيات ومحدودية العدد، الذي تستوعبه هذه الأقسام، وتختلف قائمة الانتظار هذه من أسبوع لآخر، فهي تزيد كل أسبوع بمعدل حوالي خمسة مرضي، وسعة القسم تتراوح بين 30:25 حالة، وأحيانا تكون هناك أماكن شاغره لكننا لا نستطيع أن نُشغل كل الأماكن المتاحة، حيث إن كثرة المرضي يجعلهم يتحالفون مع بعضهم ضد الأطباء والممرضين، ويتخيلون أنهم بكثرة عددهم قد يشكلون قوة تقف أمام العلاج والمعالجين هذا غير خلافاتهم مع بعضهم أصلا، حيث إنهم في مراحل العلاج التي يحرمون فيها من المخدر يصبح سلوكهم عدوانياً وتصبح كل تصرفاتهم أكثر شراسة في سبيل الحصول علي مخدر، تخيلي أن كل هذه المشكلات تحدث مع المريض الذي أتي للعلاج بكامل إرادته حتي وإن كان قد أتي بناء علي ضغط عائلته فهو قد استجاب لهذا الضغط بإرادته، ونحن أصلا لا نقبل سوي المريض الذي يرغب حقا في العلاج، لأن الإدمان لا يعالج عن طريق الأدوية التي قد يأخذها بالإجبار لكنه يحتاج إلي رغبة في العلاج وإرادة قويه للبدء في نظام علاجي سلوكي صارم والاستمرار فيه".
وعن نظام العلاج المتبع يقول" نحن نتبع النظام المعرفي السلوكي لعلاج المرضي، وهو نظام قائم علي تغيير الأفكار السلبية المرتبطة بالإدمان من خلال بعض الإرشادات النفسية واستبدال هذه الأفكار، بأفكار وعادات أخري إيجابية، نحاول أن نجعل المدمن يتمسك بها بعد خروجه من المستشفي، ويستغرق هذا النظام ما بين ثلاثة أشهر كحد أدني وستة أشهر وهي أقصي مدة زمنية تسمح بها المستشفي للعلاج، وتختلف فترة العلاج من مريض لآخر علي حسب مقدرته علي اتباع النظام العلاجي" وقد نفي دكتور ممدوح تماما اتباع أي أساليب عنيفة كالضرب مثلا أثناء فترة علاج المدمن حتي وإن كان المريض يتعامل بعنف.
ويضيف قائلا "يعد الإدمان من أصعب الأمراض النفسية، حيث إنه يعد مرضاً مزمناً قابلاً للانتكاسات المتكررة في أي وقت بعد الخروج من المستشفي، وحتي بعد خروج المدمن من المستشفي لا نستطيع أن نقول عليه أنه أصبح صحيحا تماما، ولكننا نطلق عليه أنه "مدمن متعافي"، وكلما تمسك بالعادات السلوكية التي تعلمها داخل المصحة العلاجية، كلما قلّت احتمالية حدوث الانتكاسات له، لكنه علي أي حال لا يوجد مدمن يتم علاجه مائة بالمائة، ونحن بصدد إحياء خدمة ما بعد الخروج من المستشفي، وهذا يتم عن طريق العيادة الخارجية بالمستشفي، حيث يأتي المريض ليقضي يوما كاملا من الصباح وحتي المساء داخل المستشفي ويعد هذا جزءاً مهماً ومكملاً للعملية العلاجية، ومفيداً بالنسبة للمدمنين المتعافين والمدمنين الذين مازالوا تحت العلاج، حتي يروا تجارب ناجحة أمامهم استطاعت أن تتغلب علي هذا المرض، ونحن كنّا نفعل هذا بمستشفي العباسية لكنه توقف لأسباب مادية، لأنه يحتاج لتكلفة مادية ويحتاج لأماكن أكبر تستوعب المدمنين المقيمين والمدمنين الذين سيأتون من الخارج، والتكلفة التي يتكبدها المدمن المتعافي لا تتجاوز 150 جنيها شهريا، حتي يتم هذا نحتاج إلي دعم مادي كبير وأيضا قوي بشرية أكبر من الأطباء والممرضين، حيث إن عدد العاملين بأقسام الإدمان في المستشفيات الحكومية يكون ضئيلا للغاية، فمثلا عدد الأطباء العاملين بقسم الإدمان في مستشفي العباسية بشكل دائم أربعة أطباء وهناك ثلاثة آخرون غير دائمين يمرون علي كل الأقسام بالمستشفي، وهذا العدد لا يتناسب أبدا مع مرضي الإدمان الذين يحتاجون إلي جهد ووقت كبير من قبل الأطباء والإخصائيين النفسيين المُعالجين، وهذا يقودنا إلي نقطة الأجور التي يحصل عليها الأطباء والمعالجين بالمستشفيات الحكومية فهي تكون ضئيلة جدا، وطبيب الإدمان تحديدا يحتاج إلي مكآفات وحوافز- حيث إنه يقوم بخطة علاجية طويلة المدي قد تصل إلي ستة أشهر لا يستطيع خلالها سوي معالجة مريض أو اثنين وهذا يعد معدلاً جيداً جدا لو استطاع أن يفعله، والأجر الذي يحصل عليه لا يقارن من قريب أو بعيد بالمقابل المادي الذي سيحصل عليه إذا عمل في مستشفي خاصا، فهناك مستشفيات خاصة لعلاج الإدمان يصل مستوي الخدمة بها إلي مستوي الفنادق من ذوات النجوم الخمسة، ولكن الطبيب الذي سيعمل في مستشفي حكومي لابد أن يعرف أنه يؤدي مهمة إنسانية كبيرة في المقام الأول" <






No comments: