التنمية المهنية المستدامة .. كيف تكون للطبيب و ليست عليه؟؟
التنمية المهنية المستدامة للأطباء هي فكرة مطبقة في أغلب دول العالم ذات النظام الصحي المتقدم ، و فيها يشترط للطبيب كي يستمر في ممارسة المهنة ، أن يحدث معلوماته العلمية بشكل مستمر ، لأن الطب يتقدم بخطوات سريعة ، تجعل من غير المقبول للطبيب أن يعالج مريضه بمعلومات طبية حصلها من 10 سنوات أو 20 سنة .. لذلك فكلنا بالطبع مع الفكرة العامة التي تطالب بالتنمية المهنية للأطباء .. و لكن كيف ؟؟؟
طرحت وزارة الصحة في عهد د. حاتم الجبلي مشروع قانون يقضي بإنشاء "هيئة قومية للتنمية المهنية المستدامة" .. هذا القانون يقضي بأن الطبيب عليه أن يحصل بطريقته الخاصة نقاط معتمدة من خلال حضور المؤتمرات و الدورات العلمية ، عليه أن يحصل 250نقطة معتمدة كل 5 سنوات ، و إلا يتعرض للتهبيط من أخصائي لممارس عام ، بكل مستتبعات هذا التهبيط ، و يقضي القانون بفترة تهبيط شهر عن كل نقطتين ناقصتين من عدد النقاط المفترض تحصيلها ، و لكن نفس مشروع القانون الذي يحدد بدقة و بقسوة العقوبة ، لم يحدد على الإطلاق ما هي الجهة التي ستتكفل بدفع ثمن الدورات ، التي نعرف جميعا أسعارها التي أصبحت باهظة.. و لأن هذا المشروع بقانون أطل علينا أول ما أطل في 2010 ، لذلك فقد طالبت جماعة أطباء بلا حقوق وقتها بعقد جمعية عمومية طارئة ، و تم عقدها بالفعل ، و إتخذ قرار في مارس 2010 بربط إلزام الأطباء بالتنمية المهنية بإلزام جهة عمل الطبيب بتحمل تكلفة الدورات ، وإعتبار وقت حضور الطبيب للدورات مأمورية علمية مدفوعة الأجر ، مثلما يحدث في كل الدول المحترمة .. طبعا طرحت وقتها فكرة إقرار القانون مع إعطاء الأطباء بدل نقدي "بدل تنمية مهنية" و لكن الأطباء رفضوا الفكرة لأننا نفهم جيدا أن قيمة البدل إذا كانت ستكفي للدورات المطلوبة الآن ..فهي لن تكفي بعد عام أو عامين .. و ستكون قيمة البدل هزلية تماما بعد 5سنوات ...
المشكلة أن مشروع قانون للتنمية المهنية يعود للظهور مرة أخرى ، و سيكون أحد مشاريع القوانيين المطروحة للنقاش في مؤتمر النقابات الفرعية القادم بعد أيام ، و نحن بالطبع لا نعارض التنمية المهنية للأطباء .. بالعكس نحن نطالب بها .. و لكننا نطالب بنفس المطلب الواضح و البسيط و الذي أقرته الجمعية العمومية في مارس 2010 ..و هو أن تكون تكلفة الدورات على جهة العمل و كذلك وقت الدورات ..
أخيرا هناك تفكير أن تقوم النقابة بتكوين الهيئة التي ستشرف على إعتماد الجمعيات التى تقوم بتقديم الدورات للأطباء ، و هذا تفكير جيد ، و لكن يظل المحدد المهم و الواضح بالنسبة لنا ضرورة الإلتزام بقرار الجمعية العمومية السابق بتحمل جهة العمل لوقت و تكلفة الدورات ، و ذلك حتى نضمن ، أن تكون التنمية المهنية وسيلة لتحسين مستوى الطبيب و مستوى الطب في مصر ، و ليست كارثة جديدة تؤدي لزيادة أعباء الطبيب .. في هذا الوقت الذي نفكر فيه كيف نتمكن من تحسين وضع الأطباء شديد التدهور ..وليس كيف نفرض على الطبيب أعباءا جديدة.
1 comment:
Dank den Themen .... Ich hoffe, mehr von den Themen
Post a Comment