تكرار الإعتداء على المستشفيات بين مسئولية الصحة و الأمن :-
تتكرر هذه الأيام و بشكل بشع ظاهرة الإعتداء على المستشفيات .. من مستشفى إمبابة العام لمستشفى أسيوط الجامعي ..و من أسوان التعليمي لمعهد القلب بالجيزة .. و من مستشفى جرجا لمستشفى السويس .. عموما الحوادث أصبحت تتكرر بشكل يومي .. و بمعدل أكبر من قدرتنا على ملاحقتها ..
هذه الظاهرة لها أثار خطيرة تبدأ من الخسائر المادية التي تلحق بالمستشفيات ، و تنتهي بالأهم و الأخطر و هو وضع حاجز من عدم الثقة و التربص بين المرضى و بين مقدمي الخدمة الصحية من الأطباء و التمريض ، هذا الحاجز الذي بالتأكيد سيزيد من جفاف التعامل ، و بالتأكيد سيدفع العلاقة لمزيد من التأزم .. لتزداد الإعتداءات .. و يزداد تأزم التعامل ..و تزداد المشكلة و تتعقد .. فما هو الحل ؟؟
أولا :- يجب أن تتحسن إمكانيات المستشفيات ، و تكون قادرة على تقديم خدمة صحية حقيقة ، فتقل أسباب التوتر بين أهل المرضى و بين الأطباء ، يجب أن تتوافر الأدوية و كل مستلزمات العلاج بالمستشفيات و خصوصا بأقسام الإستقبال و العناية ، بدلا من الوضع الحالي الذي نطالب فيه أهل المريض بأن يسرعوا لشراء العلاج من خارج المستشفى ، بل و نطالب فيه بدفع تأمين يتراوح بين 500جنيه في المستشفيات العامة و حتى 2000جنيه في المستشفيات التعليمية قبل أن يسمح للمريض بدخول قسم العناية المركزة .. طبعا إذا أثار أهل المريض مشاكل و بدأت المعارك يصبح من الممكن إعفاء المريض من الرسوم .. و هذه هي بالطبع أقصر السبل لتستقر في الأذهان فكرة أنك لن تأحذ حقك في المستشفيات الحكومية إلا بالقوة.. و بذلك يكون لدى المواطنين مبرر دائم للتعامل بخشونة و عدوانية في المستشفيات الحكومية.
ثانيا :- يجب أن تتحول المستشفيات من وضعها الحالي –أماكن تسودها الفوضى ولا يتوافر بها الحد الأدنى المقبول للنظافة – إلى أماكن نظيفة منظمة ، تضمن للمريض و لأهله أنهم في أيدي أمينة ، و أنهم سيحصلون على الرعاية الطبية التى يحتجونها دون الدخول في معارك .
طبعا من الواضح أن البندين السابقين يحتاجا لرفع ميزانية الصحة ، حتى تتحول مستشفياتنا إلى مستشفيات حقيقية ، و يجب ألا تغيب هذه الحقيقة عند مضع الميزانية القادمة ، حتى لا ننسى أهمية رفع نصيب الصحة إلى 15%من الموازنة العامة للدولة .
ثالثا :- يجب أن تتوافر قوة تأمين ثابتة و مسلحة ، على أبواب المستشفيات ، على أن يكون دور هذه القوة هو مساعدة أمن المستشفى في عدم السماح بدخول أكثر من مرافق مع المريض ، ويكون للقوة صلاحية التعامل المتدرج تبعا للقواعد القانونية ، في حالة وجود إصرار على كسر النظام أو التعدي على المستشفى .
رابعا:- يحول أي من يقوم بالإعتداء على أي مستشفى لمحاسبة قانونية حاسمة ، تمنع غيره من تكرار مثل هذه الحوادث - التي ستؤدي إذا إستمر تراخي المسئولين عن التعامل معها بالجدية اللازمة – لدمار و تشوه شديد في العلاقة بين المرضى و الأطباء و كل مقدمي الخدمة الصحية، و هي العلاقة التي يجب أن تتسم بالتقة و الإحترام ، بدلا من التوجس و القلق و إنعدام الثقة في الوضع الحالي.
هذه النقاط الأربع :- تحسين إمكانيات المستشفيات ، ووضع نظام عمل بها ييسر للمريض الحصول على الخدمة العلاجية المطلوبة ، و وضع قوة ثابتة على أبواب المستشفيات ، و المحاسبة القانونية الحاسمة لأي تعدي على المستشفيات .. هذه النقاط هي مطالب ضرورية و ملحة و ممكنة لحل مشكلة التعدي على المستشفيات الخطيرة .. قد يكون هناك نقاط يمكن تنفيذها سريعا ، و أخرى نتوقع أن تأخذ بعض الوقت ، و لكن يجب أن نشرع فورا في العمل بكل جدية فيها و على كل المحاور ، و نحن نعتبر أي تراخي من المسئولين في التعامل بالجدية المطلوبة مع هذه المشكلة ، هو مساهمة في تفاقمها ، بكل أثارها الخطيرة على المستشفيات ، و على الفريق الطبي ، بل و على المرضى أنفسهم و شكل العلاقة الذي أصبح يزداد تشوها يوما بعد يوم بين المرضى و المستشفيات.
أطباء بلا حقوق
1 comment:
Dank den Themen .... Ich hoffe, mehr von den Themen
Post a Comment