عشرة مليار جنيه

نشرت جريدة البديل أمس واليوم مقتطفات من تقرير الجهاز المركزي للمحاسبات ، وما ورد به من التجاوزات في التعامل مع أموال البنوك العامة ، لفت نظري فيه حصول عميل واحد على مبلغ 10 مليار جنية قروض ، بدون ضمان لإستخدامها في سداد قروض سابقة ، وفي شراء شركات بالقطاع العام !! لفت نظري المبلغ بشدة لأن ميزانية الصحة في مصر 10 مليار جنيه ..وكل المطالبات التي بح صوتنا فيها لتحسين أحوال الأطباء ، وباقي مقدمي الخدمة الصحية ، وتحسين أحوال الخدمة نفسها من الممكن أن تتحقق بسهولة إذا تم مضاعفة ميزلنية الصحة في مصر من 10 إلى 20 مليار جنية مع ترشيد الإنفاق ، بحيث توجه هذه الزيادات لأجور العاملين ولتزويد المستشفيات بالأدوية والمستلزمات الطبية بدلا من تغيير السياميك برخام ، أو تمويل قوافل طبية تتكلف الملايين لتنصب سرادقها أمام المستشفيات العامة!! هكذا يتضح لنا أن ما ننادي به ليس أحلاما مستحيلة التحقق ، ولا هو موضوع شديد التعقيد مثل مشكلة الشرق الأوسط ، يتحقق وببساطة أن إختار المسئولون تمويل الإهتمام بالصحة و مقدمي الخدمات الصحية ، أكثر من الإهتمام بالمستثمرين اللذين يأخذوا قروض ويتعثروا في سدادها ، فيكافئوا بقروض أكبر !!! ختاما إذا كانت حجة المسئولين أنهم يمولوا هئولاء المستثمرين لتنشيط الإستثمار والتنمية ، فدعونا نذكرهم أن الإهتمام بالصحة هو أهم إستثمار يأتي عائده في صورة شعب قوي قادر على الإنتاج والإبداع والتطوير ، وأن أية خطط حقيقية للتنمية يجب أن تعتمد على جناحين أساسيين هما التعليم و الصحة

د. منى مينا

24-12-2008