Saturday, October 16, 2010

مأساة طبيب فى مستشفى الدمرداش





مأساة طبيب فى مستشفى الدمرداش !
| أخر تحديث: 13/10/2010 03:34 م
محمد عريض طبيب الإمتياز كاد يفقد حياته بعد أن أصابه فيروس نادر في المخ أثناء ممارسته لعمله في قسم الأطفال بمستشفي الدمرداش.



كتبت: مروة عصام الدين



يحكي لنا محمد قصته مع المرض النادر قائلا: لم أتوقع أبدا أن أصاب بهذا الفيروس اللعين، ولم أكن أعرف في البداية أنه فيروس نادر، وكل ما حدث أنني بدأت فترة الإمتياز والتي من خلالها يجب التواجد في جميع الأقسام للتدريب في كل قسم لمدة شهرين، وكانت بداية فترة الإمتياز في قسم الأطفال وأصبت بإرتفاع في درجة الحرارة بشكل كبير، واعتقدت أنه مجرد دور أنفلونزا عادى بسبب أن قسم الأطفال في المستشفي ربما يجلب الأمراض إليهم ولا يساعد أصلا علي شفاء أى طفل بل يحدث أن يحضر طفل للمستشفي وعنده مرض واحد ويخرج بأمراض أكثر لأنه يمكن إنتقال العدوى بسهولة.
ووصف القسم قائلا : قسم الأطفال يوجد في مكان تحت الأرض، ولا يوجد به أى منافذ للتهوية وتجديد الهواء فضلا عن أن أجهزة التكييف معطلة، وهذا الجو يساعد علي إنتشار الأمراض بصورة كبيرة، وتناولت بعض الأدوية اعتقادا مني أنني سأصبح أفضل، ولكن الأدوية لم تفعل شيئا ولم أتمكن من خفض درجة الحرارة وأصبت بعدم القدرة علي الحركة، ووجدني زميلي ملقي علي الأرض ودرجة الحرارة فوق 40 وبسرعة قام بنقلي إلي قسم الإستقبال، وقامت الدكتورة أمنية زايد أستاذ الباطنة بفحصي مع مجموعة من الدكاترة، وتم إجراء الأشعة والتحاليل على الجسم كله، وتبين وجود فيروس نادر في المخ أصابني أثناء تواجدي في قسم الأطفال وهو الذي أدي إلي عدم قدرتي علي الحركة وإرتفاع في درجة الحرارة، بالإضافة إلي حدوث بعض التشنجات لدرجة أنني كنت فاقد الوعي تماما، ولكن زملائي أخبروني أن الدكتور حاول وضع محلول في يدى أكثر من 7 مرات، وفي كل مرة ينكسر لأنني كنت في حاله تشنج شديد للدرجة التي جعلتهم يقيدونني في السرير حتى يمكنهم وضع المحلول لإعطائي الدواء وطبعا كل ما حدث وأنا فاقد الوعي تماما.


ورغم عدم توافر أماكن في المستشفي إلا أن الدكتور محمد عبد المعبود نائب مدير المستشفي وفر لي سريرا بالعافية في الرعاية المركزة، ولكن كل زملائي والدكاترة وقفوا بجانبي في هذه المحنة ولو كنت في أي مكان آخر لما تمكن الدكاترة من التعرف علي الحالة، أو حتى تشخيص حالتي بشكل صحيح وبسرعة ودخلت الرعاية وأعطوني علاجا تجريبيا بعد أن تبينوا من خلال حصولهم علي عينة من النخاع والتي أثبتت من خلال التحاليل والأشعة وجود فيرس نادر اسمه "فيرال إنكفلايسيس"، والحمد لله أنه تم إنقاذى بسرعة لأن عدم إنقاذى علي الفور كان يعنى التأثير سلبا علي أحد أعضاء الجسم.
وقام الدكتور محمد سالم أستاذ قسم المناعة بالبحث علي الإنترنت ليعرف الجرعة المضبوطة لهذا الفيروس، وتناولت عددا كبيرا من الأدوية للقضاء علي هذا الفيروس الذي جعلني لمدة 3 أيام غائب عن الوعي وكان كورس العلاج عبارة عن أدوية ضد الفيروس وضد البكتيريا وكورتيزون يعني كنت معبأ بالأدوية تماما, وكنت أحصل علي المضاد الحيوي ضد الفيروس 3 مرات يوميا، وتكلفة الأمبول الواحد 90 جنيهاً وطبعا خلال هذه الرحلة القاسية تكلفت الكثير، وأنا مازلت في بداية حياتي لدرجة أنني صرفت علي التحاليل والأشعة والدواء حوالي 13 ألف جنيه في شهر واحد فقط، وهذا لأنه لا يوجد تأمين لطالب الإمتياز، والتأمين فقط إما علي الطالب حتى السنة السادسة بالكلية أو على أعضاء هيئة التدريس رغم أن طالب الإمتياز يحصل علي مكافأة 243 جنيها ومنها بدل عدوي 6 جنيهات فقط!

ولكن الحمد لله أنا كنت على وشك الموت، ورجعت تاني هذه الجملة أول ما سمعت عندما تخطيت مرحلة الخطر، واستعدت وعيى من جديد فلم أتوقع أبداً أن أمر بمثل هذه الظروف لدرجة أن زملائي فقدوا الأمل والدكاترة كانوا شايفين الحالة صعبة ,وعندما أمر فقط من خارج قسم الأطفال يكون بسرعة وحتى زملائي خافوا من الإلتحاق بقسم الأطفال بعدما شاهدوني بهذه الحالة.

No comments: