Tuesday, June 16, 2009

من أجل مواجهة حقيقية لوباء الانفلونزا و ليس شو إعلامي

منذ أكثر من شهر عندما أعلنت منظمة الصحة العالمية وصول
إنفلونزا N1H1
للدرجة الخامسة ، أعلنت وزارة الصحة حالة الطوارئ ، و منع الأجازات بكل أنواعها للأطباء وكل العاملين بالمستشفيات ، و عندما رفعت منظمة الصحة العالمية درجة الإنذار للدرجة السادسة قامت وزارة الصحة إضافة لما سبق بإلغاء أجازات الجمع و العطلات الرسمية و إعتبارها أيام عمل عادية ............ ..ونحن في أطباء بلا حقوق إذ نفهم جيدا دور و إلتزام الأطباء ، كصف أول لحماية أهلنا من الأمراض و الأوبئة ، يهمنا أن نوضح بعض النقاط لجعل إجراءات الطوارئ لمواجهة الوباء إجراءات حقيقية و فعالة و ليست مجرد مظاهر للإستعراض الإعلامي أولا: مواجهة الوباء يجب أن تكون بوضع خطة ، تصل واضحة للأطباء في كل المستشفيات و الوحدات الصحية حول ماهي الحالات التي يجب الإشتباه بها ،و كيفية التصرف عند الإشتباه ، و هذه التعليمات للأسف لم تصل لكل المستشفيات في وزارة الصحة بوضوح ، ويعاني تطبيقها من درجات عالية جدا من التخبط و العشوائية ثانيا : تعاني إجراءات مكافحة العدوى من نفس التفاوت و التخبط و العشوائية ، ففي بعض المستشفيات لا توجد ماسكات ، و في البعض الأخر إرتداء الماسك إختياري .. أما تطهير الأسطح بالماء المخلوط بالكلور فهو شئ لم نراه في الأغلبية الساحقة من مستشفياتنا ..هكذا من الممكن أن تتحول المستشفيات بالعاملين المكدسين فيها-دون دور واضح لهم - لمكان ممتاز لنشر الوباء و ليس لمواجهته ثالثا : ما أهمية منع الأجازات عن جميع الأطباء ؟؟ في الأحوال العاديةلا يسمح بالأجازات إلا إذا كانت حالة العمل تسمح و هناك عدد كاف من العاملين لتسيير العمل ..أما منع الأجازات بكل أنواعها و عن كل الأطباء فإجراء عجيب .. مثلا مادور طبيب النساء أو طبيب الجلدية أو طبيب العظام في مواجهة مرض إنفلونزا N1H1 ? ?
؟؟ ولكن للأسف فوزارة الصحة لم تكتفي بهذا بل زاد الأمر ليصل لمنع أجازات الجمع و العطلات الرسمية .. رغم أن الوزارة و منظمة الصحة العالمية يعلنان أن مواجهة الوباء ستستغرق عامين و أن الموجة الأخطرمن الوباء ستكون في شهر شري سبتمير و إكتوبر القادمين ... فهل يعقل يظل الأطباء و كل مقدمي الخدمة الصحية في حالة عمل متصل دون أجازات أو جمع لشهور متصلة لا يعلم مداها إلا الله ؟ ألا يكون من الأجدي التأكيد على إلتزام الأطباء بنوبتجياتهم العادية ، التي تضمن وجود طبيب من كل تخصص على الأقل دائما بالمستشفى ، مع وضع خطة واضحة للأطباء للتصرف بها ، و وجود إجراءات ملزمة لمكافحة العدوى، ومن الممكن أيضا إستحداث عيادة لحالات الإنفلونزا بكل مستشفى ، يكون عملها 24 ساعة في اليوم 7 أيام في الأسبوع ، على أن تقسم نوبتجيات العمل بهذه العيادة تبعا لجدول خاص ، و بذلك نمنع الإختلاط بين مرضى الإنفلونزا و باقي المرضى لتقليل إحتمال نشر العدوى .. و يصبح من حق الطبيب الحصول على أجازة في الأوقات التي لا يكون ملتزما فيها بعمله العادي أو بنوبتجيات عيادة الإنفلونزا ملحوظة أخيرة : المنشور الوزاري الذي ألزم الأطباء بالعمل أيام الجمع و العطلات الرسمية لم يشر لأي مقابل مادي لهذا العمل الإضافي .. يبدو أن الوزارة إعتادت في الفترة الأخيرة على إستخدام الأطباء في الشو الإعلامي ، و التعامل معهم على إنهم " حاجة ببلاش كده " 0
أطباء بلا حقوق



No comments: