بقلم د. طارق الغزالي حرب
ولكني اضطررت لشرائها بسبب عنوان جذبني حول موضوع يهمني كما يهم جموع أطباء مصر، حيث كان العنوان «أسرار حوار بين الرئيس ونقيب الأطباء حول كادر الأطباء» كتبه السيد رئيس التحرير .. «السيناتور» الجديد الذي تم اختياره في مجلس الشوري، حيث كان حاضراً هذا اللقاء، فوصف اللقاء بأن الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء وعضو مجلس الشعب ومعه نائب آخر، كانا يكلمان الرئيس في مطالبة نقابة الأطباء بكادر خاص للأطباء علي غرار المعلمين، في مناخ من الضحك والابتسامات!!
لست أدري كيف يمكن الحديث عن مأساة وإهانة يعيشها الغالبية العظمي من أطباء مصر الكادحين، والذين هم من خيرة عقول شباب هذا البلد في مناخ من الضحك والابتسامات. المهم أن السيد الصحفي خفيف الظل قال إنه استغل مناخ الممازحة، وقال للسيد الرئيس إنه كانت هناك وقفة للأطباء أمام مجلس الشعب منذ يومين،
وأضاف: «لافض فوه» إن سيادة النقيب رفع لافتة عليها رقم 475 جنيها كراتب لبعض الأطباء في الشهر، وأضاف ساخراً: «يا فندم هذا سعر» فيزيتا «الدكتور حمدي السيد في عيادته لمريض واحد»، وعندما تدخل وكيل لجنة الصحة بمجلس الشعب، وقال أمام الرئيس: إن الأطباء مش لاقيين الجنيه يا فندم..
وعلق الرئيس بأن وزير الصحة أبلغه بأن هناك تعديلات طرأت علي الرواتب، فسمح هذا الصحفي لنفسه بالتدخل بإعطاء المعلومة ناقصة بقوله إن رواتب الأطباء في المحافظات النائية تزيد علي ألف جنيه. ثم كتب سيادته بالنص: وهنا لكزني نقيب الأطباء في ذراعي.. فمازحته لماذا تغمزني يا سيادة النقيب.. هذه معلومة دقيقة.
لست أدري بالضبط أين يعيش هذا الصحفي الذي حاول نفاق وتملق السيد الرئيس، ولو كان ذلك علي حساب الآلاف من الأطباء الذين يتقاضون رواتب لا يمكن أن يصرفها أحد في العالم شرقه وغربه، شماله أو جنوبه، ولا يعيشون إلا علي أمل واحد هو السفر خارج بلدهم إلي حيث يمكن تقديرهم بما يسمح لهم بالمعيشة الكريمة. هل ليس له قريب أو صديق من الأطباء الشبان ليعرف حقيقة دخلهم، وما هي الالتزامات المطلوبة منهم اجتماعياً وعلمياً؟
وكيف يفكر واحد في مثل موقعه بهذه الطريقة ويقول بفجاجة منقطعة النظير إن النقيب هو الذي رفع اللافتة في وقفة الأطباء الاحتجاجية التي قاموا بها أمام مجلس الشعب تعبيراً عن استيائهم لتجاهل مطالبهم العادلة وليس جموع الأطباء الغاضبة والذين مثلتهم هذه المجموعة منهم؟!
وكيف يقارن ما يتقاضاه كبار الأطباء الذين لا يتعدون خمسة بالمائة من مجموع الأطباء بما يتقاضاه الغالبية العظمي من الأطباء المطحونين،
والذين يقع علي عاتقهم العبء الحقيقي للخدمة الصحية لملايين المصريين البسطاء بطول البلاد وعرضها؟ ربما لا يصدق السيد الرئيس - لأنه بالفعل شيء لا يمكن تصديقه - أن هناك أطباء يتقاضون أقل من خمسمائة جنيه شهرياً بعد خدمة عشرين عاماً بوزارة الصحة ومعهم شهادات تخصص عُليا، ولكن أليس واجب الإعلامي الشريف النزيه أن ينقل هذه الصورة بأمانة الكلمة وبضمير لا يأخذ إجازة لزوم التملق والنفاق؟ الشيء الأكثر أسفاً في الموضوع هو اقتراحات هذا الصحفي الجهبذ المحسوب علي النظام والتي كتبها في آخر تقريره..
فقد اقترح علي النقابة بفرض ما أسماه «برامج تكافل داخلية» بحيث يمكن أن يدفع (أو بمعني آخر يحسن) الأطباء ذوو الدخول العالية من دخولهم لصالح الأطباء الأصغر!!
ويقول أيضاً «وبدلاً من أن توجه النقابة التبرعات التي تجمعها من الناس لصالح فئات خارج حدود مصر.. فإنها يمكن أن توجه هذه التبرعات إلي الأطباء المحتاجين»!! ولست أدري ما هي هذه التبرعات التي تجمعها النقابة من الناس؟ ومن هذه الفئات التي تبعث إليهم النقابة هذه الأموال التي يجمعونها؟! أرأيتم كيف يفكر أحد رؤساء التحرير في نظامنا السياسي الجميل؟!
بدلاً من أن يدعو إلي تحسين كادر الأطباء، فإنه يري أنه يمكن زيادة دخولهم بالإحسان والتبرعات!! هل رأيتم أسخف من هذا الكلام؟! لا تعجبوا إذن يا سادة إذا ما قرأتم كل يوم عن حوادث إهمال ولا مبالاة ومعاملات سيئة وغيرها من أطباء مصر الذين يشعرون بالظلم والغبن وعدم الاهتمام..
ولكن هذا كله لا يهم مثل هذا الصحفي وأمثاله من محاسيب النظام الذين لا يتلقون علاجاً في بلدهم، فميزانية الدولة مفتوحة أمامهم للسفر للخارج لعلاج خراج بالإصبع أو صداع بالرأس!.. إنني أخشي أن يأتي يوم يكون هناك فيه موقف لا تتحمله هذه الحكومة إذا ما استمرت في عنادها وتجاهلها لجموع أطباء مصر.. فهم بالفعل قادرون علي الحصول علي حقوقهم كاملة.. ذلك إذا ما اتحدت مواقفهم وكلمتهم.. وهو ما سيكون بإذن الله.
2 comments:
الله يسامحك يا أخي...
حرقت دمي أكتر ما هو محروق
ياسادة كثر الحديث وكثر كلام الباطل الذى قيل فى وجه الحق فاظهر الحق امتعاضا واخذ يفكر وشرع بتحريك يده ليصفع الباطل على خده لطمة قويه تذكره ان الحق دائما يظهر على الباطل فيدمغه بيد ان وقت التفكير يا حق قد طال ترى الى متى يطول التفكير اذا كنا فى وقت من الاوقات كان هدفنا ان نصل بشكوانا الى اصحاب الاقلام فيطلعوا من ليس على علم من ارباب المناصب وصانعوا القرار ان بركانا قارب على الانفجار اسمه الاطباء والخدمة الصحية فاذا بنا الان نفاجأ ان هؤلاء هم اجهل القوم واقلهم مسعى فى طلب الحقيقة فيجب ان نسعى لحل مشاكلنا بأيدينا انا والله الذى لا اله الا هو لاقوى جهة فى اركان هذه الدولة قوة اذا ما اعتصمنا باتت الدنيا فى ظلمات !!!1 وفى مشكلة شبيهه فى شركة طيران او ميناء القاهرة وكان الاجتماعات لتنظيم اعتصامات فكان ان اتصل بهم امن الدولة فى احدى اجتماعاتهم ان ما هى طلباتكم ونفذت لانه ثغلر حيوى يهدد المظهر العام للدولة ككل امام العالم وليس الطب باقل اهمية البتى ان تداعيات خطيرة لمسها اكثرنا فى التكليف كرد فعل عن هذا العك القومى من انحدار مستوى الاطباء وااتخاذ كل منهم اى اسلوب يراه فى الحصول على حقهم وهو المصيبة بعينها ادامكم الله بخير اما ما انتظره فعلا هو مواعيد لاجتماعت او توزيع مهام اعلان ميعاد عن اعتصام اضراب شامل والله فى عوننا اللهم انى اشهدك انى استنكر هذا الامر بلسانى وبقلبى وانت حسبى ونصيرى
Post a Comment